وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بُعِثْتُ أَنَا والسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ؛ كَفَضْلِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأخْرَى، وَضَمَّ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى" [1].
إن بعثة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من أشراط الساعة، وكذلك موته -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- لعوف بن مالك -رضي الله عنه-: "اُعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ: مَوْتي" [2] الحديث.
وقال الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [1]} [القمر]، وقد تواترت الأحاديث بوقوع انشقاق القمر [3]، وعن خالد بن عمير -رضي الله عنه-، قال: خطبنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فحمِد الله، وأثنى عليه، ثم قال: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ ([4])،
= -صلى الله عليه وسلم- يكون بمقدار ما تزيد الوسطى عن السبابة، وما مضى منه بمقدار السبابة من الأصبع الوسطى، قد يكون الباقي في حسَّ البشر طويلا؛ لأن إدراكهم محدود، ولكنه في ميزان الله سبحانه قريب وقصير؛ قال تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل: 1]، وقال -عز وجل-: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} [النحل: 77]. [1] رواه البخاري (6504)، (11/ 347 - فتح)، ومسلم، (2951)، والترمذي (2214، 2215). [2] رواه البخاري (3176)، (6/ 277). [3] انظر: "شرح النووي" (17/ 143)، "تفسير القرآن العظيم" (477/ 7) ط. دار الحديث- القاهرة- 1423 هـ. [4] صَرْم: انقطاع وانقضاء وذَهاب. حَذَّاء: خفيفة سريعة. الصُّبابة: البقية اليسيرة من الشراب، تبقى في أسفل الإناء.