وقال أيضًا -رحمه الله تعالى- مشيرًا إلى حديث: "إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَا سَلَفَ مِن الْأُمَمِ قبلكم؛ كَمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُوتيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ، فَعَمِلُوا، حَتَّى إذا انْتَصَفَ النَّهَارُ؛ عَجَزُوا" الحديث-: "وهذا الحديث إنما ساقه النبي -صلى الله عليه وسلم- مساق ضرب الأمثال، والأمثال مظنة التوسع فيها" [1]. اهـ
وقال أيضًا -رحمه الله تعالى-: "مدة الماضي من الدنيا إلى بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومدة الباقي منها إلى يوم القيامة؛ لا يعلمه على الحقيقة إلا الله -عز وجل-، وما يُذكر في ذلك فإنما هو ظنون لا تفيد علمًا" [2].
سَابِعًا: الحافِظُ ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلاَنِيُّ -رحمه الله تعالى-:
قال في شرح حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- مرفوعًا: "ما أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ إلَّا مِن صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ".
قال الحافظ: "وله محملان: أحدهما: أن المراد بالتشبيه التقريب، ولا يُرَادُ حقيقة المقدار.
وَالثَّانِي: أن يحمل على ظاهره، ويكون فيه دلالة على أن مدة هذه الأمة قدر خمسِ النهار تقريبًا" [3].
(1) "نفسه" (341/ 4).
(2) "نفسه"، (344/ 4). [3] انظر "فتح الباري" (11/ 351).