كان يسأله عن ذلك خواص أصحابه، فيخبرهم بانتفاء ذلك، ولما بلغه أن ذلك قد قيل؛ كان يخطب الناس، وينفي ذلك عن نفسه" [1] اهـ.
وقال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-: "وأما ما يرويه أهل الكذب والجهل من اختصاص عليّ بعلم انفرد به عن الصحابة؛ فكله باطل ... وكذلك ما يذكر أنه كان عنده علم باطن امتاز به عن أبي بكر وعمر وغيرهما، فهذا من مقالات الملاحدة الباطنية" [2].
وقد ادَّعى "محمد عيسى داود" أن عليّا -رضي الله عنه- تلقى العلوم الظاهرة والباطنة من النبي -صلى الله عليه وسلم- [3]، وكذا الأسرارَ الغيبيةَ المتعلقةَ بكل ما يحدث في العالم حتى يوم القيامة، ثم إن عليّا لغَّزَ [4] هذه العلوم بالرموز، والحروف المقطعة، والأشكال الخاصة، وادَّعى أن ذلك لا يطلع عليه إلَّا ورثة علم سيدنا علي من آل البيت الشريف [5].
(1) "نفسه" (4/ 77).
(2) "نفسه" (4/ 412، 413)، وانظره (35/ 186). [3] وهذا أحد مظاهر التزاوج بين الشيعة، والصوفية، انظر: "قطر الولي"، ص (80، 81). [4] وتساءل: "هل يمكن أن تكون هذه القوانين مصاغة (!) في صورة كلمات، وجمل، هي رموز، و"شفرات"؟ وسمَّى هذا الفعل الْمُفتَرى على أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- "التلغيز الكريم" و "التشفير العظيم"، وزعم أنه كان بتوجيه المصطفى -صلى الله
عليه وسلم-، انظر كتابه "المفاجأة"، ص (61).
(5) "المفاجأة"، ص (58، 59)، وقد نشر بداخل الكتاب دائرة فيها رموز، وطلاسم، ورسوم غريبة، أشبه ما تكون بما يرسمه الدجالون، وصناع الأحجبة!