الفصل الثالث
اسْتِدْلَالُ العابثين بِمَا لَا يَصْلُحُ دَلِيلًا
المطلب الأول
الاسْتِدْلَالُ بِالأَحادِيثِ الضَّعيفَةِ وَالموضُوعَةِ
وهذه الآفة "قاسم مشترك" بين الخائضين بالظن في أشراط الساعة، فهم يوردون الأحاديث الضعيفة والباطلة، ثم يؤسسون عليها توقعاتٍ وأحكامًا، متناسين أن التفسير فرع التصحيح، ولو أعملنا قول بعض السلف: "أثبت العرش ثم انقش"؛ لطرح ذلك عن كاهلنا عبئًا ثقيلًا من هذه المرويات الباطلة، ولأرحنا واسترحنا من عناء الجواب عما يطرأ بسببها من إشكالات وتوقعات [1]. [1] وقد لمسنا أثر الأحاديث الضعيفة في رمضان (1422 هـ) حين كان بعض الشباب يجزم بأن "الفزعة سوف تحصل منتصف الشهر الكريم"؛ بناءً على الأحداث السياسية، والعسكرية الصاخبة في أفغانستان في ذلك الوقت، مع ضعف الحديث الذي اتَّكَئُوا عليه، وانظر: "المفاجاة"، ص (185).