ثم تسخر مجلة Online من "نوستراداموس" وأشباهه، وتتساءل: لماذا يستخدم المنجمون دومًا تلك اللغة المراوغة؟ إذا كانوا بحق قادرين على كسر حاجز الزمن والإبحار عبر المستقبل؛ فلماذا لا يقولون لنا ما سيحدث بوضوح وصراحة دون أن "يوجعوا دماغنا"؟!
= وهو اسم كتاب "نوستراداموس" الذي ضمَّنه نبوءاته؟ بعد أن أضافوا إليها رباعيتين ضده، من أجل الحد سن نفوذه في البلاط الفرنسي.
- وفي عصر "نابليون" تم إضافة رباعيات زائفة أطلق عليها "نبوءات أوليفارس"، تبعتها: "تنبؤات أورفال"، ونُسِب كلاهما إلى "نوستراداموس".
- وخلال الحرب العالمية الثانية ظهر أكثر من خمس طبعات من كتاب "قرون", وكان كل طرف يقتصر على ذكر ما يفيده، ويتجاهل سائر الرباعيات.
- بل استغل وزير الإعلام النازي "جوبلز" نبوءات "نوستراداموس" في الحرب الدعائية أثناء الحرب العالمية الثانية، إذ إنتقى منها بعض الرباعيات التي يمكن أن توحي بعظمة ألمانيا وحتمية انتصاراتها، وأثبتها في نشرة دعائية خاصة، ترجمت إلى الفرنسية، والإنكليزية، والهولندية، وكانت تلقيها الطائرات النازية على المدن الأوروبية التي كانت فزعة تترقب: ماذا سيفعل النازي بجيوشه الجرارة التي اجتاحت النمسا، وبدأت تتأهب لغزو سائر أوربا؟
قابلت المخابرات البريطانية الموقف بسخرية، سرعان ما تحولت إلى عكس ذلك حينما لاحظت التأثير السلبي لتلك المنشورات على الأوربيين، مصداق قول بعضهم: "إذا ما ضعفت النفس؟ استسلمت للخرافة"، وهنا حشدت المخابرات البريطانية كل ما يمكن جمعه من نبوءات "نوستراداموس" مما يمكن أن يفسر على أنه هزيمة لألمانيا في منشورات ترجمت إلى الألمانية لإحباط الشعب الألماني، ثم إلى الفرنسية والهولندية لرفع معنويات سائر الشعوب الأوروبية). اهـ. بتصرف من "روايات مصرية للجيب كوكتيل 2000" ص (73 - 114).