responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 234
ويفسدون في الأرض، فهو نتيجة مترتبة على مقدمات أتوا بها، ومسبب عن أسباب وهو ليس إلا تركهم يسيرون في الطريق الذي اختاروا سلوكه، ولو وقع الضلال على الصالحين يصلون ما أمر به أن يوصل، ويصلحون في الأرض لقلنا أن الله أرغمهم على الضلال وحاشا الله ...
قال تعالى في كتابه الكريم: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} (سورة الاسراء).
وقال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} (سورة الشورى)، وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} في هذه النصوص الحكيمة أكبر العبرة لمن شاء أن يعتبر، فقد بين سبحانه وتعالى أنه يعطي العبد ما يسعى للحصول عليه والظفر به، فمن سعى الى الدنيا أعطاه منها، ومن سعى الى الآخرة شكر الله سعيه.
وقد أسند رب العزة الى العبد إرادة وسعيا كما أسند إليه الحرث وأسند الى نفسه الزرع، فالحرث ما يقوم به العباد من حرث الأرض وتهيئتها وإعدادها، وبذر الحب، وإفاضة الماء، وتعهد النبات بالعزق والتسميد وما الى ذلك.
والزرع: إخراج النبات من الحب، وهو الأمر الذي لا يدخل في طوق البشر، ولا يسطيعون إليه سبيلا، ولا يقدرعليه إلا رب العالمين سبحانه.
وعلى ذكر الحرث والزرع، أرأيتم إنسانا بذر برا فنبت له شعيرا، أو غرس نخلا فنبت له دوما، أو بذر حنظلا فنبت له موزا.
وكذلك الشأن في المعنويات، فمن أتجه الى الخير وأخذ بأسبابه هيأه

نام کتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست