نام کتاب : مختصر التحفة الاثني عشرية نویسنده : الآلوسي، محمود شكري جلد : 1 صفحه : 19
صار واليا بالمغرب، واستولى على بلاد إفريقية، وملك بنوه مصر وما حولها. ثم لابنه أحمد [1] القائم بأمر الله، ثم لابنه إسماعيل المنصور بقوة الله، [2] ثم لابنه معد المعز لدين الله، [3] ثم لابنه المنصور نزار العزيز بالله، [4] ثم لابنه أبي علي الحاكم بأمر الله، [5] ثم لأبي الحسن الظاهر بدين الله، (6)
ثم لمعد المستنصر بالله، [7] وذلك بنص الآباء بترتيب الولادة. وهذا الترتيب إلى هنا مجمع عليه عندهم.
واختلفوا بعد المنتصر لما أنه نص أولا على إمامة ابنه [8] نزار، وثانيا على إمامة ابنه أبي القاسم المستعلي بالله، [9] فبعضهم تمسك بالنص الثاني وقال إنه ناسخ للأول، فقال بإمامة المستعلي فسموا المهدوية (المستعلية) [10] ثم بإمامة ابنه المنصور الآمر بأحكام الله، [11] ثم بإمامة أخي المنصور هذا عبد المجيد الحافظ لدين الله، [12] ثم بإمامة ابنه أبي المنصور محمد الظافر بأمر الله، [13] ثم بإمامة ابنه أبي القاسم الفائز بنصر الله، [14] ثم بإمامة ابنه محمد العاضد لدين الله، (15)
وقد خرج على هذا أمراء الشام واستولوا عليه فسجنوه حتى مات وما بقي بعده أحد من أولاد المهدي داعيا للإمامة.
وبعضهم تمسك بالنص الأول وألغى الثاني فقال بإمامة نزار ويقال للقائلين بذلك «النزارية» وقد يقال لهم «الصباحية» و «الحميرية» نسبة للحسن ابن صباح الحميري [16] حيث قام بالدعوة لطفل سماه الهادي زاعما أنه ابن نزار، [17] فهو الإمام عندهم بعد أبيه، ثم ابنه الحسن، [18] وزعم هذا أنه يجوز للإمام أن يفعل ما شاء، وأن يسقط التكاليف الشرعية. وقد قال لأصحابه: إنه أوحي إلي أن أسقط عنكم التكاليف الشرعية، وأبيح لكم المحرمات، بشرط أن لا تنازعوا بينكم ولا تعصوا إمامكم. ثم ابنه محمد، [19] وكان متخلقا بأخلاق أبيه، وكذا ابنه علاء الدين محمد. (20)
وأما ابنه جلال الدين حسن ابن محمد بن الحسن [21] فقد كان متصلبا في الإسلام منكرا مذهب آبائه حسن الأخلاق آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر. وأما ابنه علاء الدين [22] فقد صار ملحدا بعد أبيه الحسن، وكذا ابنه ركن الدين. [23] وقد ظهر في زمن هذا جنكيزخان [24] فخرب مملكته وكان إذ ذاك بالري [25] وتحصن في قلعة ألموت [26] من قلاع طبرستان، [27] ولم يتم له ذلك، بل كان آخر أمره من أتباع [1] اسمه في المصادر محمد وليس أحمد. تولى بعد أبيه سنة 322هـ وتلقب بالقائم بأمر الله، حاول احتلال مصر وفشل، مات سنة 334هـ. أخبار بني عبيد: ص 53؛ الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى: 2/ 6. [2] هو إسماعيل بن محمد بن عبيد الله المهدي، أبو طاهر المنصور، ثالث خلفاء الدولة العبيدية بالمغرب بويع سنة 336هـ، وتوفي سنة 341هـ. أخبار بني عبيد: ص53؛ وفيات الأعيان: 1/ 234. [3] هو أبو تميم معد بن إسماعيل بن محمد بن عبيد الله المهدي، الملقب بالمعز لدين الله، تولى أمر بني عبيد سنة 341هـ، وانتقل إلى مصر سنة 262هـ، ووطد حكم العبيديين فيها فبنى القاهرة واستقر بها، وكانت وفاته سنة 365هـ. وفيات الأعيان: 5/ 224؛ سير أعلام النبلاء: 15/ 159؛ النجوم الزاهرة: 3/ 308. [4] هو نزار بن معد بن إسماعيل بن محمد بن عبيد الله المهدي، الملقب بالعزيز بالله، آل إليه الأمر في القاهرة سنة 365هـ، ومات سنة 380هـ. وفيات الأعيان: 5/ 371؛ أخبار بني عبيد: ص 93؛ سير أعلام النبلاء: 15/ 167. [5] سادس خلفاء العبيديين، تولى سنة 386هـ، وصفه الذهبي ب: «الرافضي بل الإسماعيلي الزنديق المدعي للربوبية ... » وقال عنه: «كان شيطانا مريدا جبارا عنيدا، كثير التلون سفاكا للدماء خبيث النحلة عظيم المكر ... كان فرعون زمانه يخترع كل وقت أحكاما يلزم الرعية بها، أمر بسب الصحابة - رضي الله عنهم -، وبكتابة ذلك على أبواب المساجد والشوارع وأمر عماله بالسب»، تولى مصر 411هـ، ومات سنة 427هـ. سير أعلام النبلاء: 15/ 173؛ النجوم الزاهرة: 4/ 276؛ شذرات الذهب: 3/ 192.
(6) بويع وهو صبي بعد مقتل أبيه في شوال سنة 411، مات سنة 427هـ. أخبار بني عبيد: 1/ 301؛ سير أعلام النبلاء: 15/ 184؛ النجوم الزاهرة: 4/ 247 .. [7] تولى بعد أبيه وله سبع سنين، وذلك في شعبان سنة 427هـ، فامتد حكمه ستين سنة وأربعة أشهر، وخطب له بأمرة المؤمنين على منابر العراق سنة 451هـ، بعد تغلب بعض دعاة الإسماعيلية عليها وهروب الخليفة العباسي القائم بأمر الله، مات المستنصر سنة 487هـ. أخبار بني عبيد: ص 104؛ وفيات الأعيان: 5/ 229؛ سير أعلام النبلاء 15/ 186. [8] في المطبوع (أخيه)، حيث ذكر المؤرخون للمستنصر ولدين، نزار وأحمد، وكان المستنصر عقد ولاية العهد لابنه الكبير نزار، وعندما مات المستنصر مال رجال القصر لبيعة أحمد، وبايعوه ولقبوه بالمستعلي، لكن خرج نزار إلى الإسكندرية، وبويع فيها ولقب بالمصطفى لدين الله، وتحارب الطرفان، حتى تغلبت جيوش المستعلي ودخلت الإسكندرية سنة 437هـ. النجوم الزاهرة: 5/ 143 - 145 [9] هو أبو القاسم أحمد بن معد المستنصر، ولي الأمر سنة 487هـ، قال الذهبي: «وفي أيامه وهت الدولة العبيدية واختلت قواعدها وانقطعت الدعوة لهم من أكثر مدائن الشام واستولى عليها الإفرنج وغيرهم .. »، مات سنة 495هـ. أخبار بني عبيد: ص 105؛ وفيات الأعيان: 1/ 178؛ سير أعلام النبلاء: 15/ 196. [10] وبسبب ذلك افترقت الإسماعيلية فرقتين إحداهما يرأسها في زماننا آغا خان، والأخرى وتسمى «البهرة» يرأسها طاهر سيف الدين. [11] ولي أمر مصر وهو صغير سنة 495هـ، فاستولى الصليبيون على معظم المدن الساحلية الشامية، وصفه الذهبي ب «الرافضي الظلوم، كان متظاهرا بالمكر واللهو والجبروت» قتل سنة 524هـ من غير عقب فبويع ابن عمه عبد المجيد الحافظ لدين الله. أخبار بني عبيد: ص 105؛ سير أعلام النبلاء: 15/ 197؛ شذرات الذهب: 4/ 72. [12] عبد المجيد بن محمد بن المستنصر، ولي الأمر سنة 524هـ وكان ضعيف الرأي فتغلب على الأمر أمير الجيش أبو علي بن الأفضل بن بدر الجمالي، وهذا على مذهب الاثني عشرية، فأصبحت الدعوة في مصر للمنتظر صاحب السرداب، ولذلك قتل على يد فارس من خاصته سنة 526هـ، فعاد الأمر إلى الحافظ، مات سنة 544هـ. سير أعلام النبلاء: 15/ 199؛ النجوم الزاهرة: 5/ 237؛ شذرات الذهب: 4/ 138. [13] ابن الحافظ، ولي أمر مصر بعد أبيه سنة 544هـ، قال الذهبي: «وكان شابا جميلا وسيما لعابا عاكفا على الأغاني والسراري .. »، وفي عهده انقطعت دعوة الباطنية في سائر الشام والمغرب والحرمين، وبقي لهم إقليم مصر، وقد تغلب عليه وزيره العادل ابن سلار الذي كان سنيا شافعيا، ولكنه قتل، ثم قتل الظافر بعده بعام سنة 459هـ. أخبار بني عبيد: ص 106؛ سير أعلام النبلاء: 15/ 205؛ شذرات الذهب: 4/ 152. [14] بويع وهو ابن خمس سنوات بعد مقتل أبيه على يد وزيره عباس بن أبي الفتوح سنة 549هـ، وحاول الوزير الاستئثار بالأمر لكن أعوان ونساء الظافر راسلوا طلائع بن رزيك الأرمني الرافضي والي المنية، فدخل القاهرة بلا قتال فهرب عباس إلى الشام، مات الفائز سنة 555هـ. سير أعلام النبلاء: 15/ 205؛ النجوم الزاهرة: 15/ 207؛ شذرات الذهب: 4/ 222.
(15) كذا .. وعند الذهبي: هو عبد الله بن الأمير يوسف بن الحافظ لدين الله، أقامه طلائع بن رزيك بعد موت الفائز، فكان تحت سطوته: «لا حل لديه ولا ربط». ووصف بأنه كان «سبابا خبيثا متخلفا»، وقد قمع أمر العاضد والعبيديين على يد صلاح الدين الأيوبي الذي أزال دولة الرفض، وخلع العاضد سنة 567هـ. وفيات الأعيان: 2/ 528؛ سير أعلام النبلاء: 15/ 207؛ شذرات الذهب: 4/ 222. [16] الحسن بن الصبّاح بن علي الإسماعيلي، من دعاة الباطنية، اتصل سنة 479هـ بالمستنصر العبيدي، وعرض عليه الدعوة لهم في خراسان، فأمده بالمال، واستولى على قلعة ألموت من نواحي قزوين سنة 483هـ. قال الذهبي: «كان من كبار الزنادقة ومن دهاة العالم»، مات سنة 518هـ، والفرقة التي أنشأها امتداد للإسماعيلية، وتعرف أيضا بالنزارية. الكامل في التاريخ: 8/ 220. [17] عند الإسماعيلية هو علي بن نزار بن معد بن الحاكم بأمر الله منصور العبيدي، أول أئمة الإسماعيلية النزارية في قلعة ألموت، ولد ونشأ في القاهرة، وارتحل إلى ألموت فتولى إمامة الإسماعيلية بعد موت أبيه وتلقب بالهادي، وعلي هذا هو صاحب فرقة (الفدائية أو الحشاشين) كانت مهمتهم اغتيال أعداء الإسماعيلية، مات سنة 530هـ. الأعلام: 5/ 29؛ تاريخ الإسماعيلية: 4/ 187. [18] ويلقب عند الإسماعيلية بالمهتدي، ولد سنة 503هـ، وتسلم أمور الإسماعيلية سنة 530هـ بعد موت أبيه، وكان محمد كيا بزرك هو المتصرف الحقيقي في القلعة حتى وفاة المهتدي سنة 552هـ. تاريخ الإسماعيلية: 4/ 94 [19] محمد بن كيا بزرك أميد ثالث الحجج عند الإسماعيلية، تولى الأمر بعد أبيه سنة 532هـ، وعاش حتى سنة 557هـ. تاريخ الإسماعيلية: 4/ 94.
(20) محمد بن الحسن الملقب ب (أعلا محمد)، تسلم إمامة الإسماعيلية سنة 561هـ، وكان من المتعصبين الغالين، مات سنة 607هـ. تاريخ الإسماعيلية: 4/ 95. [21] تولى إمامة الإسماعيلية في (ألموت) بعد محمد بن الحسن (أعلا محمد) ابنه حسن المعروف بجلال الدين تولى أمر الإمامة عندهم سنة 607هـ، وكان حريصا على نشر مذهب الإسماعيلية في بلاد الشام وفارس، مات سنة 619هـ. تاريخ الإسماعيلية: 4/ 96. [22] كان صغيرا عند مقتل والده سنة 619هـ، فتسلمت أمه أمور الإسماعيلية بالوصاية عليه، وعندما بلغ الخامسة عشر تسلم الأمر، واشتهر بالصلاح وعودته إلى دين الحق، ولذلك ذمه مؤرخو الإسماعيلية واتهموه بأنه لسبب انهيار دولتهم في قلعة (ألموت). تاريخ الإسماعيلية: 4/ 97. [23] تسلم بعد مقتل والده سنة 653هـ، وفي عهده بدأ غزو المغول للعالم الإسلامي، حيث سيطر المغول على قلعة ألموت فأخذ ركن الدين أسيرا سنة 655هـ، فأمر بقتله إمبراطور المغول وبقتل أولاده أينما كانوا. تاريخ الإسماعيلية: 4/ 99 - 100. [24] قائد مغولي قاد قومه التتر في فتوحات واسعة، قال الذهبي: أول مظهره سنة 559هـ، ومات سنة 624هـ. سير أعلام النبلاء: 12/ 379؛ شذرات الذهب: 5/ 113؛ دائرة المعارف الإسلامية: 22/ 234. [25] مدينة في خراسان. معجم البلدان: 3/ 116. [26] القلعة في جبال (البرز) شمال غربي مدينة قزوين، بناها البويهيون ثم استولى عليها الحسن بن الصباح فحصنها وجعلها مقرً أئمة الإسماعيلية. تاريخ الإسماعيلية: 4/ 92. [27] مدينة كبيرة في خراسان. معجم البلدان: 4/ 13.
نام کتاب : مختصر التحفة الاثني عشرية نویسنده : الآلوسي، محمود شكري جلد : 1 صفحه : 19