responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر التحفة الاثني عشرية نویسنده : الآلوسي، محمود شكري    جلد : 1  صفحه : 168
الزيغ والاعوجاج». [1] ولئن اعتبرنا هذا الحديث لا يتحقق مضمونه أيضا إلا إذا طلب الأمير الخلافة وانتزعها الآخر من يده. وهذا المعنى لم يقع في عهد قط، لأن الأمير لم يطلب الخلافة في زمن الخلفاء الثلاثة، كما ذكر في كتب الإمامية أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان وصى الأمير بالسكوت ما لم يجد أعوانا فسكت الأمير في عهد الخلفاء الثلاثة لأجل هذه الوصية! وحين صار طالبا لها لم يقصد أحد - من أم المؤمنين والزبير وطلحة - نزع الخلافة من يده أصلا، بل إنما سأل هؤلاء الأمير تنفيذ حكم القصاص على قتلة عثمان - رضي الله تعالى عنه - ثم انجر الأمر إلى القتال كما تشهد بذلك كتب السير [2] وخطب الأمير - رضي الله تعالى عنه -. سلمنا، ولكن المراد من " الكافر " كفران النعمة، إذ خلافة أمير المؤمنين كانت نعمة في زمنها يدل عليه لفظ «الخلافة» إذ هي بالإجماع مشروطة بالتصرف في الأرض، وذلك لم يكن للأمير في زمن الخلفاء الثلاثة ولهذا لم يقع في الحديث لفظ الإمامة. سلمنا، ولكن الله تعالى قال في كتابه لمنكر خلافة الخلفاء الثلاثة في آية الاستخلاف كافر أيضا كقوله تعالى {ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} والمعنى أن من أنكر خلافة أولئك المستخلفين بعد استماع هذه الآية الكريمة والعلم باستخلافهم الصادر من الله تعالى فأولئك هم الكاملون في الفسق، والكامل فيه هو الكافر كما لا يخفى. مع أن روايات الأخطب الزيدي عند أهل السنة كلها ضعيفة وكثير منها موضوعة فكيف يحتج بها؟ (3)
الحديث الثامن: رواه الشيعة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: «كنت أنا وعلي بن أبي طالب نورا بين يدي الله قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزءين: فجزء أنا، وجزء علي بن أبي طالب». (4)
وهذا الحديث موضوع قطعا بإجماع أهل السنة، وفي إسناده محمد بن خلف المروزي [5] قال يحيى بن معين: هو كذاب. وقال الدارقطني: متروك ولم يختلف أحد في كذبه. ويروي من طريق آخر وفيه جعفر بن أحمد [6] وكان رافضيا غاليا كذابا وضاعا، وكان أكثر ما يضع في مدح الصحابة وسبهم.
وعلى

[1] نهج البلاغة (بشرح ابن أبي الحديد): 7/ 121.
[2] انظر (العواصم من القواصم)
(3) لو كانت فيه كما ادعى الحلي.
(4) أورده ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة: 2/ 430؛ الحلي، نهج الحق: ص 212؛ المجلسي، بحار الأنوار: 35/ 24. وعزاه الحلي إلى مسند الإمام أحمد وليس فيه أو في كتب الحديث المعتبرة عند أهل السنة، لكن رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 42/ 62، من رواية الحسن بن علي بن صالح أبو سعيد العدوي البصري الملقب بالذئب (ت 319هـ). قال الدارقطني عنه: «متروك»، وقال ابن عدي: «يضع الحديث». انظر ميزان الاعتدال: 2/ 258؛ لسان الميزان: 2/ 229. وحكم عليه بالوضع ابن الجوزي في الموضوعات: 1/ 340؛ والسيوطي في اللآلئ المصنوعة: 1/ 320؛ والشوكاني في الفوائد المجموعة: ص 1078.
[5] كذبه يحيى بن معين والدارقطني، وذكر ابن الجوزي حديثا يرويه في فضائل علي: «أنا وهارون ويحيى وعلي من طينة واحدة». ميزان الاعتدال: 6/ 154؛ لسان الميزان: 5/ 157؛ الكشف الحثيث: 225.
[6] جعفر بن أحمد بن علي بيان بن زيد، أبو الفضل الغافقي الماسح المصري المعروف بابن أبي العلاء (ت 299هـ)، قال ابن يونس: «كان رافضيا كذابا يضع الحديث في سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -»، وقال ابن عدي: «كان يحدث بأحاديث موضوعة نتهمه بوضعها». الكامل في ضعفاء الرجال: 3/ 156؛ ابن الجوزي، الضعفاء والمتروكين: 1/ 170؛ ميزان الاعتدال: 2/ 126؛ لسان الميزان: 2/ 108.
نام کتاب : مختصر التحفة الاثني عشرية نویسنده : الآلوسي، محمود شكري    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست