responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر التحفة الاثني عشرية نویسنده : الآلوسي، محمود شكري    جلد : 1  صفحه : 165
وأنبياء كانوا أحب الخلق إلى الله ولم يكونوا ذوي رئاسة عامة، كزكريا ويحيى وشمويل الذي كان طالوت في زمنه صاحب رئاسة عامة بنص إلهي، وأيضا يحتمل أن أبا بكر لعله لم يكن في ذلك الحين حاضرا في المدينة المنورة والدعاء كان خالصا بالحاضرين دون الغائبين بدليل قوله «اللهم ائتني» لأن إحضار الغائب من مسافة بعيدة في آن قصير لا يعقل إلا طريق خرق العادة، والأنبياء لا يسألون الله خرق العادة إلا في وقت التحدي، وإلا لما احتاجوا في الحرب والقتال إلى تهيئة الأسباب الظاهرة. ويحتمل أن يراد التبعيض بذلك كما في قولهم فلان أعقل الناس وأعلمهم وأفضلهم. وعلى تقدير دلالته على المدعى لا يقاوم الأخبار الصحاح الدالة على خلافة أبي بكر وعمر، مثل «اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر» [1] وغير ذلك.
الحديث الخامس: رواية جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» [2] وهذا الخبر أيضا مطعون فيه، قال يحيى بن معين: لا أصل له، [3] وقال البخاري إنه منكر، وليس له وجه صحيح. [4] وقال الترمذي إنه منكر غريب. [5] وذكره ابن الجوزي في الموضوعات. [6] وقال ابن دقيق العيد: لم يثبتوه. [7] وقال النووي والذهبي والجزري إنه موضوع. [8] فالتمسك بالأحاديث الموضوعة مما لا وجه له، إذ شرط الدليل اتفاق الخصمين عليه. ومع هذا ليس مفيدا لمدعاهم إذ لا يلزم أن من كان باب مدينة العلم فهو صاحب رئاسة عامة بلا فصل بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، غايته أن شرطا من شروط الإمامة قد تحقق فيه بوجه أتم، ولا يلزم من تحقيق شرط واحد وجود المشروط بالشروط الكثيرة، مع أن ذلك الشرط كان ثابتا في غيره أيضا أزيد منه برواية أهل السنة مثل «ما صب الله شيئا في صدرى إلا وقد صببته في صدر أبي بكر» [9] ونحو «لو كان بعدي نبي لكان عمر» [10] فإذا اعتبرت روايات أهل السنة فليتعبر كلها، وإلا فلا ينبغي أن يقصد إلزامهم برواية واحدة من رواياتهم.
الحديث السادس: وهو ما رواه الإمامية مرفوعا أنه - صلى الله عليه وسلم - قال «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في بطشه، وإلى

[1] أخرجه الترمذي من حديث حذيفة، السنن، كتاب المناقب، باب مناقب أبي بكر وعمر: 5/ 609، رقم 3662؛ وابن ماجة، السنن، كتاب المقدمة، باب فضل أبي بكر: 1/ 37، رقم 98؛ أحمد، المسند: 5/ 382؛ الحاكم، المستدرك: 3/ 80؛ وصححه في صحيح الجامع: رقم 1142.
[2] قال العجلوني في هذا الحديث: «قال الترمذي: منكر، وقال البخاري: إنه كذب لا أصل له، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات»، وقال أبو زرعة: «كم من خلق افتضحوا فيه»، وقال أبو حاتم ويحيى بن سعد: «لا أصل له ... »، وقال ابن دقيق العيد: «لم يثبتوه، وقيل إنه باطل ... ». كشف الخفاء: 1/ 236. ووضعه السيوطي في اللآلئ المصنوعة: 1/ 329؛ الزركشي، التذكرة: ص 163؛ والألبانى؛ ضعيف الجامع: 1/ 1322.
[3] كشف الخفاء: 1/ 236.
[4] كشف الخفاء: 1/ 236.
[5] سنن الترمذي: 5/ 637.
[6] قال: «والحديث لا أصل له». الموضوعات: 1/ 355.
[7] كشف الخفاء: 1/ 236.
[8] ترتيب الموضوعات: ص 286.
[9] ليس في كتب الحديث المعتمدة، وأورده ابن القيم في المنار المنيف تحت عنوان: «ومما وضعه جهلة المنتسبين إلى أهل السنة في فضائل الصديق - رضي الله عنه -»
[10] أخرجه الترمذي عن عقبة بن عامر في كتاب المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب: 5/ 619، رقم 3686؛ وأحمد في المسند: 4/ 154؛ الطبراني في الكبير: 17/ 298؛ الحاكم في المستدرك: 3/ 92، رقم 4495؛ وحسنه في صحيح الجامع، رقم 5284.
نام کتاب : مختصر التحفة الاثني عشرية نویسنده : الآلوسي، محمود شكري    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست