نام کتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين نویسنده : الزاملي، أحمد بن علي جلد : 1 صفحه : 126
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: -بعد أن ذكر بعض الآيات السابقة وغيرها: " ... وكذلك وصف نفسه بالمشيئة، ووصف عبده بالمشيئة ... وكذلك وصف نفسه بالإرادة، ووصف عبده بالإرادة ... ومعلوم أنَّ مشيئة الله ليست مثل مشيئة العبد ولا إرادته مثل إرادته ... " [1].
ويقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: "ويجب إثبات صفة الإرادة بقسميها الكوني والشرعي؛ فالكونية بمعنى المشيئة، والشرعية بمعنى المحبة". (2)
وبين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية فروق [3] تُميز كلَّ واحدة منهما عن الأخرى، ومن تلك الفروق ما يلي:
1_ الإرادة الكونية قد يحبها الله ويرضاها، وقد لا يحبها ولا يرضاها.
أما الشرعية فيحبها الله ويرضاها؛ فالكونية مرادفة للمشيئة، والشرعية مرادفة للمحبة.
2_ الإرادة الكونية قد تكون مقصودة لغيرها كخلق إبليس مثلاً، وسائر الشرور؛ لتحصل بسببها محابّ كثيرة، كالتوبة، والمجاهدة، والاستغفار.
أما الشرعية فمقصودة لذاتها؛ فالله أراد الطاعة وأحبها، وشرعها، ورضيها لذاتها.
3_ الإرادة الكونية لابد من وقوعها؛ فالله إذا شاء شيئاً وقع ولابد، كإحياء أحد أو إماتته، أو غير ذلك.
أما الشرعية كالإسلام - مثلاً - فلا يلزم وقوعها، فقد تقع وقد لا تقع، ولو كان لابد من وقوعها لأصبح الناس كلهم مسلمين.
4_ الإرادة الكونية متعلقة بربوبية الله وخلقه، أما الشرعية فمتعلقة بألوهيته وشرعه. [1] التدمرية (ص 25).
(2) ينظر: القواعد المثلى (ص 39). [3] ينظر: منهاج السنة النبوية (3/ 180 - 183) (5/ 360، 413، 414) (7/ 72، 73)، والاستقامة لابن تيمية (2/ 78)، وشفاء العليل (ص 557)، ومدارج السالكين (1/ 264 - 268)، وتنبيه ذوي الألباب السليمة عن الوقوع في الألفاظ المبتدعة الوخيمة، للشيخ ابن سحمان (ص 61 - 62)، وتعليق الشيخ ابن باز على الواسطية (ص 41)، وشرح الواسطية للهراس (ص 100)، وشرح الواسطية للشيخ صالح الفوزان (ص 42 - 43)، والقضاء والقدر للأشقر (ص 1062)، والتعليقات على لمعة الاعتقاد للشيخ عبد الله بن جبرين (ص 60 - 61).
نام کتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين نویسنده : الزاملي، أحمد بن علي جلد : 1 صفحه : 126