نام کتاب : موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية نویسنده : المغراوي، أبو سهل جلد : 4 صفحه : 359
قال أبو محمد: قالوا: رويتم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن" [1]. وينبغي أن تكون الريح عندكم غير مخلوقة، لأنه لا يكون من الرحمن، جل وعز، شيء مخلوق.
قال أبو محمد: ونحن نقول: إنه لم يرد بالنفس، ما ذهبوا إليه، وإنما أراد أن الريح من فرج الرحمن -عز وجل- وروحه. يقال: اللهم نفس عني الأذى، وقد فرج الله عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالريح يوم الأحزاب. وقال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [2]. وكذلك قوله: "إني لأجد نفس ربكم من قبل اليمن" [3]. [1] أخرجه: الترمذي (4/ 451 - 452/ 2252) وقال: "حسن صحيح" والنسائي في الكبرى (6/ 231/10769) وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (5/ 123) والطحاوي في المشكل (2/ 380/918) من طرق عن أبي بن كعب مرفوعاً بلفظ: "لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا ... " الحديث. وأخرجه النسائي في الكبرى (6/ 232/10771) والحاكم (2/ 272) وصححه ووافقه الذهبي عن أبي موقوفا بلفظ "لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن" وانظر الصحيحة (2756). [2] الأحزاب الآية (9). [3] رواه أحمد (2/ 541) من طريق شبيب أبي روح أن أعرابياً أتى أبا هريرة فقال: يا أبا هريرة حدثنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث فقال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا إن الإيمان يمان والحكمة يمانية وأجد نفس ربكم من قبل اليمن ... " قال العراقي في تخريج الإحياء (1/ 253): "أخرجه أحمد ورجاله ثقات"، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 56): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شبيب وهو ثقة".
قلت: ثقة عند ابن حبان فلم يوثقه غيره، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً. وخالف شبيبا هذا جمع من الثقات، بل والأئمة الحفاظ كمحمد بن سيرين والأعرج وأبي سلمة بن عبد الرحمن والعلاء بن عبد الرحمن وسالم أبي الغيث وسعيد بن المسيب وأبي صالح السمان، كلهم رووا الحديث عن أبي هريرة دون ذكر: (وأجد نفس ربكم من قبل اليمن). ولهذا قال الشيخ الألباني عنها في الضعيفة (3/ 217): "هي عندي منكرة أو على الأقل شاذة".
تنبيه: والحديث دون ذكر هذه الزيادة في الصحيحين.
نام کتاب : موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية نویسنده : المغراوي، أبو سهل جلد : 4 صفحه : 359