responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 33
قالوا: يا أمير المؤمنين يزعم أن الله لا يضل أحداً. فقال عمر: كذبت بل الله خلقك والله أضلك ثم يميتك فيدخلك النار إن شاء الله أما والله لولا عهد لك لضربت عنقك وتفرق الناس وما يختلف في القدر اثنان [1].
وعن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام حتى إذا كان بَسْرغ [2] لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة وأصحابه، فأخبروه أن الوباء وقع بالشام. قال ابن عباس: فقال عمر: ادع المهاجرين الأولين فدعاهم فاستشارهم فأخبرهم أن الوباء قد وقع في الشام فاختلفوا في الأمر، فقال بعضهم: خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه.
وقال آخرون: إن معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء.
فقال عمر: ارفعوا عني:
ثم قال: ادع الأنصار فدعوا ـ فدعوهم ـ له، فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين فاختلفوا كاختلافهم.
فقال: ارتفعوا عني
ثم قال: ادع لي من هاهنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح فدعوا له فاستشارهم فلم يختلف عليه منهم رجلان قالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فأذن عمر بالناس: إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه. قال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين أفراراً من قدر الله؟ قال: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة: نعم نفر من قدر الله عز وجل إلى قدر الله أرأيت لو كان لك إبل فهبطت بها وادياً له عدوتان ([3]) "احداهما" خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله؟ وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟
قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيباً في بعض حاجته فقال: إن عندي من هذا علماً، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه، قال فحمد الله ثم انصرف [4].

[1] شرح أصول اعتقاد أهل السنة (4/ 726).
[2] سرغ: قرية بوادي تبوك في أرض الجزيرة.
[3] ثنية عدوى: وهو جانب من الوادي وحافته.
[4] البخاري رقم 5729، 5730.
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست