responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 222
وبالتتبع لما قاله العلماء في التوازن بين المقامين نجد أن جمهورهم يقررون أن التوكل يحصل بأن يثق المؤمن بوعد الله، ويوقن بأن قضاءه واقع ولا يترك اتباع السنة في أبتغاء الرزق مما لا بد له منه من مطعم ومشرب وتحرز من عدو بإعداد السلاح وإغلاق الباب ونحو ذلك، ومع ذلك فلا يطمئن إلى الأسباب بقلبه، بل يعتقد أنها لا تجلب بذاتها نفعاً ولا تدفع ضراً، بل السبب والمسبب فعل الله تعالى والكل بمشيئته، فإذا وقع من المرء ركون إلى سبب قدح في توكله [1]، وفي القصص القرآني ما يجلّي هذا التوازن أيما تجلية، ويبين كيف مفهوم هذين المقامين وتطبيقهما على أرض الواقع وعلى الوجه الذي تقتضيه العقيدة الصحيحة مثل:
أ ـ قصة يعقوب ـ عليه السلام ـ مع أبنائه عند وصيته لهم قبل دخولهم مصر لجلب ما يحتاجونه من طعام ومواد غذائية حين أصاب بلدهم الجدب والقحط، فقد وصّاهم: قال تعالى: "وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ" (يوسف، آية: 67).
فيعقوب ـ عليه السلام ـ ضرب لنا المثل في كيفية الأخذ بالأسباب في نطاق التوكل على الله، إذ في قوله: "لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ" تدبير وتشبث بالأسباب العادية التي لا تؤثر إلا بإذن الله تعالى، ولكنه استدرك ذلك مبيناً لهم أن الأخذ بالأسباب هنا ليس هو بمدافعة للقدر، بل هو استعانة بالله تعالى وهرب منه إليه [2].

[1] السنن الإلهية د. مجدي محمد عاشور صـ215.
[2] روح المعاني للألوسي (13/ 19).
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست