نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 210
بدأ التمكين بتلك الإشارة "وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ... "، وقبل أن تنتهي الآية يجيء شكر داود وسليمان على هذه النعمة، وإعلان قيمتها وقدرها العظيم، فتبرز قيمة العلم، وعظمة المنة به من الله على العباد، وتفضيل من يؤتاه على كثير من عباد الله المؤمنين، ولا يذكر هنا نوع العلم وموضوعه، لأن جنس العلم هو المقصود بالإبراز والإظهار، وللإيحاء بأن العلم كله هبة من الله، وبأن اللائق بكل ذي علم أن يعرف مصدره، وأن يتوجه إلى الله بالحمد عليه، وأن ينفقه فيما يرضى الله الذي أنعم به وأعطاه، فلا يكون العلم مُبعداً لصاحبه عن الله، ولا منسياً له إياه، وهو بعض مننه وعطاياه وبعد الإشارة إلى الإنعام بمنة العلم على داود وسليمان، وحمدهما لله ربهما على منته وعرفانهما بقدرها وقيمتها، يفرد سليمان بالحديث: "وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ" (النمل، آية: 16).
ب ـ فقه سليمان ـ عليه السلام ـ في إدارة الدولة:
إن القصص القرآني في سيرة سليمان أشار إلى أساليبه في إدارة الدولة والمحافظة على التمكين، وأهم هذا الفقه يظهر في النقاط الآتية:
ــدوام المباشرة لأحوال الرعية، وتفقد أمورها، والتماس الإحاطة بجوانب الخلل في أفرادها وجماعاتها، فهذا كان حال سليمان ـ عليه السلام ـ "وَتَفَقَّدَ الطَّيْر" (النمل، آية: 20) وذلك بحسب ما تقتضيه العناية بأمور الملك، والاهتمام بكل جزء فيه، والرعاية بكل واحدة فيها وخاصة الضعفاء [1]. [1] تفسير القرطبي (13/ 177).
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 210