نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 197
ـ نظر ذو القرنين إلى العمل الضخم الذي قام به فلم يأخذه البطر والغرور، ولم تسكره نشوة القوة والعلم، ولكنه ذكر الله فشكره، ورد إليه العمل الصالح الذي وفقه إليه [1].
ـ ذكر ذي القرنين لربه عند انجاز عمله، يعلمنا كيف يكون ذكر الله سبحانه، فإن من أعظم صور الذكر، هي أن يذكر العبد ربه عند توفيقه في عمل، فيستشعر أن هذا بأمر ربه، فيتواضع ويعدل ويذكر ويشكر.
ـ كان بناء السد رحمة من الله تعالى، وقد استخدم ذو القرنين علمه الذي علمه الله إياه، وتمكينه الذي مكنه الله له، استخدمه في مساعدة الناس وتقديم الخير لهم، منع العدوان عنهم، فكان علمه رحمة من ربه، وكان استخدامه له رحمة من ربه.
ـ كان القوم مهدّدين بيأجوج ومأجوج، معرضين لإفسادهم ولم يحمهم منهم إلا الله ببناء السد، فكان السد رحمة من الله لهم، وكان خلاصاً لهم وإنقاذاً بإذن الله، فلو لم يتم عمل ولا جهد ولا حركة، لما انقذوا أنفسهم من الخطر، لأن الإنقاذ لا يتم إلا بالعمل والجهد المتواصل وتكاتف الجهود والانقياد الطوعي للشعوب لشرع الله خلف القيادة الربانية (2)
ـ "فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا" (الكهف، آية: 98).
ع ـ قوله تعالى:"كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا": وقبل أن يكمل القرآن الحديث عن حروب ذي القرنين، وفتوحاته وقبل أن يتحدث عن مهمته في المنطقة الشمالية، توقف سياق القرآن ليقرر حقيقة أساسية وهي قوله:"كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا". [1] في ظلال القرآن (4/ 2293).
(2) مع قصص السابقين (2/ 350).
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 197