responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 108
قال الله عز وجل مبيناً أن العلماء هم الذين ينتفعون بالآيات المبثوثة في الكون، وهم الذين يستشعرون عظمة الله وقدرته، فيخشونه فيهديهم الله، قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ" (فاطر، آية: 27 ـ 28)، فالذين يستفيدون من اختلاف ألوان الثمار والجبال والناس هم العلماء، وهم الذين يخشونه حق خشيته، لأنهم العارفون به وبصفاته جل جلاله، وكلما كانت المعرفة للعظيم القدير الموصوف بصفات الكمال، المنعوت بالأسماء الحسنى، كلما كانت المعرفة به أتم، والعلم به أكمل، كانت هدايتهم كذلك أتم وأكمل [1].
وقال تعالى: " هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" (يونس، آية: 5).
والعلماء هم أكثر استفادة وإدراكاً واتعاظاً واعتباراً، بالأمثال التي يضربها الله عز وجل في كتابه العزيز، ولأن امتلاكهم الأداء التي يعرفون بها عظمة وصدق هذه الأمثال، قال تعالى: " وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ" (العنكبوت، آية: 43) الذين يعقلون عن الله عز وجل وأما مغلقي القلوب فيتخذونها مادة للسخرية والتهكم [2].

[1] السنن الإلهية في الحياة الإجتماعية (1/ 328).
[2] المصدر نفسه (1/ 329)، زاد المسير لابن الجوزي (6/ 273).
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست