نام کتاب : الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 93
لقد حرص المشرّعُ الحكيم على التكريم الإنساني حتى في باب العقوبات، فقصد حفظ الدماء، والأنفس، والحياة عامة، وراعي الكرامة الإنسانية، فنصّ على الاشياء الممنوعة والمحرمة، وحذر منها ورهب من ارتكابها، فإن حصل الخلل، ووقع الخطأ، أو العدوان والإثم، شرع العقاب المناسب للجريمة بما لا يمس كرامة الإنسان فشرع القصاص ومنع المثلة والعدوان، واعتبر العقوبة تأديباً، وإصلاحاً وزجراً وردعاً [1].
وقد ورد في النصوص الشرعية أدلة كثيرة في رعاية الجانب الإنساني مع المتهم، والمجرم، والجاني، سواء في معاملته، والتحقيق معه، أم في محاكمته وتأمين حقوقه الإنسانية ومنحه الحق في الدفاع عن نفسه أم في معاقبته وتنفيذ الحكم عليه بالسجن وغيره [2].
وبعد:
فإن جميع الأحكام الشرعية مُراعى فيها الناحية الإنسانية، لأنها ما شرعت أصلاً إلا لمصلحته، وإن الشريعة الغراء راعت إنسانية الإنسان بالأحكام الحكيمة العادلة المناسبة له قبل الولادة وبعدها، وسمت برعاية اليتيم والأطفال خاصة، ثم الإنسان عامة، طوال فترة الحياة، ثم رعت شؤونه عند الموت، والتجهيز، والغسيل، والتكفين، والصلاة عليه، ومواراته التراب، وعدم الاعتداء على الميت أو إيذائه بكلمة، أو غيبة، أو بالجلوس على قبره، وهي أحكام إنسانية بكل ما في الكلمة من معنى، مما يدركه الباحث في العلوم الشرعية والمتفقه في الفقه وأحكام الإسلام، كما يتجلى لنا التكريم الإلهي للإنسان في كل صغيرة وكبيرة وفي جميع شئون الحياة وأطوار الإنسان، ليكون المكرَّم، والمفضَّل، والمقدَّم عند الله، والخليفة في الأرض [3]. [1] حقوق الإنسان للزحيلي صـ 73. [2] المصدر نفسه صـ 74. [3] المصدر نفسه صـ78.
نام کتاب : الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 93