نام کتاب : الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 91
" مِّنْ أَنفُسِكُمْ" أي: جنسكم " لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا" أي: تأنسوا بها، فإن المجانسة من دواعي التضامن والتعاون " وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً" أي: تواداً وتراحماً بعصمة الزواج بعد أن لم يكن لقاء ولا سبب يوجب التعاطف من قرابة أو رحم " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" أي: في بدائع هذه الأفاعيل المتينة المبنية على الحكم البالغة [1].
ب ـ حقوق الأولاد:
قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ" (التحريم، آية: 6).
أمر الله عز وجل في هذه الآية: بأن يقي المؤمنون أنفسهم النار بأفعالهم، وأهليهم بالنصح، والوعظ، والإرشاد وهذا يتطلب الالتزام التام بأحكام الشرع أمراً ونهياً، وترك المعاصي، وفعل الطاعات، ومتابعة القيام بالأعمال الصالحة، وحث الزوجة والأولاد على أداء الفرائض، واجتناب النواهي ومراقبتهم المستمرة في ذلك (2)
ج ـ احترام إرادة الإنسان في العقود والتصرفات:
ومن ذلك إرشاد القرآن الكريم إلى كتابة المداينة بين الأطراف، ثم أمر بالإشهاد عليها، وبيّن الحكمة والغاية من ذلك:
قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا" (البقرة، آية: 282).
ثم قال تعالى:" وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ" (البقرة، آية: 282). [1] محاسن التأويل للقاسمي (13/ 4772).
(2) التفسير المنير للزحيلي (28/ 316 ـ 320).
نام کتاب : الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 91