نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 209
أ ـ السكينة والوقار: قال تعالى: " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ " " الفرقان، آية: 63 ". أي: بالسكينة والوقار غير مستكبرين، ولا متجبرين، ولا ساعين فيها بالفساد ومعاصي الله [1]. فالمؤمنون قوم لا يريدون في الأرض علواَ، ولا يبغون فيها كذلك فساداً قال تعالى: " تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا
لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " " القصص، آية: 83 ".
وفي بيان المعنى الصحيح للسكينة والوقار، ليس المراد أنهم يمشون كالمرضى تصنعاً ورياء، فقد كان سيد ولد آدم ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وكأنما الأرض تطوى له، وقد كره بعض السلف المشي بتضعف، وتصنع [2]. وتبين أن المؤمنين في الحياة الدنيا يتميزون عن غيرهم بالسكينة والوقار والتواضع، وهم لا يستكبرون، ولا يتجبرون، ولا يسعون فيها بالفساد، ذلك لأن الكبر له خطورته البالغة على الحياة البشرية، فلا يبقى في حالة وجود الكبر إحترام لأحد، ولا هيبة لأحد، ولا حرمة لأحد، ولا أدب لأحد [3].
ب ـ الحلم: قال تعالى: " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا " (الفرقان، آية: 63): هم حلماء لا يجهلون، وإن جُهل عليهم حلموا ولا يسفهوا، هذا نهارهم، فكيف ليلهم؟ خير ليل، صفوا أقدامهم، وأجروا دموعهم على خدودهم يطلبون من الله جل ثناؤه فكاك رقابهم [4]، والحلم من الخصال المحمودة والتي يحبها الله عز وجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأشبح عبد القيس: أن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة [5]. [1] تفسير الطبري (9/ 407) [2] تفسير ابن كثير (3/ 279). [3] الحياة في القرآن الكريم (2/ 443). [4] تفسير الطبري (9/ 409). [5] مسلم، ك الإيمان، باب الأمر بالإيمان بالله رقم 25.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 209