نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 189
فالذكر بين الغافلين هو كالحي بين الموتى حياة متكاملة في البدن والروح والشعور قال تعالى: " أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا " (الأنعام، آية:122).
ب ـ القوة في الأبدان وأحياء المعاش والجهاد:
إن الذكر يعطي الذاكر قوة حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه [1]، وشاهد ذلك موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع ابنته فاطمة وعلي رضي الله عنهما، لما سألته خادماً وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة فعلمَّهما: أن يسبحا كل ليلة إذا أخذا مضاجعهما ثلاثاً وثلاثين، ويحمدا ثلاثاً وثلاثين، ويكبِّرا أربعاً وثلاثين، وقال لهما: فهذا خير لكما من خادم [2]، فقيل: إن من دوام على ذلك وجد قوة في يومه مغنية عن خادم [3].
ج ـ رقة القلب وخشوعه:
إن ذكر الله يوجب خشوع القلب وصلاحه ورقته ويذهب بالغفلة عنه قال تعالى: " الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " (الرعد، آية:28)، وقال تعالى: " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ " (الزمر، آية:23).
س ـ النجاة من عذاب الله:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما عمل آدمي عملاً قط، أنجى له من عذاب الله من ذكر الله [4]، وهذه نهاية الغايات وأعظم المطالب وهي أولى آثار الذكر وثماره، وأجل فوائده في المعاد [5]. [1] ذكر الله تعالى صـ172. [2] البخاري، ك الدعوات، باب التكبير رقم 6318. [3] شرح النووي على مسلم (17/ 45). [4] صحيح الجامع للألباني رقم 5644. [5] ذكر الله تعالى صـ175.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 189