نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 185
3ـ معرفة النبي صلى الله عليه وسلم: وما هو عليه من الأخلاق العالية والأوصاف الكاملة، فإن من عرفه حق المعرفة لم يرتب في صدقه، وصدق ما جاء به، قال تعالى: " أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ " أي: فمعرفته صلى الله عليه وسلم توجب للعبد المبادرة إلى الإيمان ممن لم يؤمن وزيادة الإيمان ممن آمن به وقال تعالى مشجعاً لهم على تدبر أحوال الرسول الداعية للإيمان: " قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ " (سبأ، آية:46) وأقسم تعالى بكمال هذا الرسول، وعظمة أخلاقه وأنه أكمل مخلوق قال تعالى: " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم " (القلم، آية:1ـ4) فهو صلى الله عليه وسلم، أكبر داع للإيمان في أوصافه الحميدة، وشمائله الجميلة، وأقواله الصادقة النافعة، وأفعاله الرشيدة، فهو الإمام الأعظم والقدوة الأكمل وقد ذكر الله عن أولى الألباب الذين هم خواص الخلق أنهم قالوا " رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا " وهو: هذا الرسول الكريم " ينادي للإيمان " بقوله وخلقه، وعمله ودينه وجميع أحواله " أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا " (آل عمران، آية:193) أي: إيماناً لا يدخله ريب ولما كان هذا الإيمان من أعظم ما يقرب العبد إلى الله، ومن أعظم الوسائل التي يحبها الله ـ توسلوا بإيمناهم: أن يكفر عنهم السيئات وينيلهم المطالب العاليات فقالوا: " رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ " (آل عمران).
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 185