responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 151
6ـ غياب الأمن وانتشار الفوضى: قال تعالى: " كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى " (العلق، آية: 6ـ7). والطغيان هو الصفة السائدة في الإنسان عندما يكون في معزل عن شرع الرحمان ولو تأمّلنا وصف القرآن الكريم للإنسان بمعزل عن الإيمان، لوجدناه عجباً: فهو ضعيف أمام المغريات، ونسىُّ للإحسان وظلوم في الحقوق، وكفَّار للنعم ومجادل بالحق أو الباطل، وعجول متسرع، وناكر للفضل، وبخيل بما عنده وشديد في الخصومة، وشَرِه في جلب الخير لنفسه، وقنوط إذا عجز عن جلب هذا الخير، وهلع جزع إذا أصيب بضُرِّ أو ألمَّ به شرُّ، وهو ضان بالخير إذا تحصل عليه ولا يمكن أن تواجه وتعالج وتهذب طباع هذا المخلوق إلا بشريعة من عند خالقه: " أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " (الملك، آية: 14)، وكيف نتخيل مجتمعنا يترك فيه الإنسان كالوحش الضاري، أو السَّبعُ الكاسر، دونما شريعة تطهِّر قلبه وجوارحه [1].
إن تحقيق الأمن في المجتمعات مرتبط بتطبيق شرع لله، فقد خص الله عز وجل من طبق شرعه، وحقق شريعته بالأمن قال تعالى: " الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ " (الأنعام، آية: 82)، والمتآمل في حال المجتمعات الغير محكومة بحكمة الشريعة وضبطها للأمور يرى، كثرة القتل، والإغتصاب، واستباحة الأموال بكلِّ الطرق والأشكال، وانتشار الفواحش والزنا، والفجور والخَنا، والإدمان، واللصوصية، والجاسوسيّة والتحاسد والشح والبخل والجهل والظلم وهذا كله من مظاهر غياب الأمن المرتبط بتحكيم شرع الله.

[1] هجر القرآن العظيم صـ650.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست