نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 145
إن المجتمعات والشعوب التي تُسلِمُ قيادتها للحكام الذين يحكومنها بغير شريعة الله، تدفع ضريبة التخلي عن الحكم بما أنزل الله من أموالها وأعراضها وعقول أبنائها، وغير ذلك من ثرواتها الأدبية والمادّية، ذلك إلى جانب ما يجُّره التَّخلِّي عن الحكم بما أنزل الله من الجوع والخوف وضنك العيش، وغضب الله في الدنيا والآخرة [1].
وإليك بعض الآثار المترتبة على الحكم بما أنزل الله في الحياة الدنيا والآخرة. 1ـ قسوة القلب: قال تعالى: " فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ " (المائدة، آية:13). فهم لمَّا نقضوا ميثاق الله على السمع والطاعة، وساء تصرُّفهم في آيات الله وتأوّلوا كتاب الله على غير ما أنزله، وحملوه على غير مراده، وقالوا عليه ما لم يقل، ثم تركوا العمل به رغبة عنه، جعل الله قلوبهم قاسية، فلا يتعظون بموعظة لغلظتها وقساوتها وهذا من أعظم العقوبات التي يُخذل القلب، ويُمنع الألطاف الربانية، ولا يزيده الهدى والخير إلا شرّاً [2]. وهكذا الشأن في كلِّ من عدل عن شرع الله، مُحكِّماً عقله وهواه، فجزاؤه أن يُطبع على قلبه قال تعالى: " أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ " [3] (الجاثية، آية:23). [1] الحكم والتحاكم في خطاب الوحي (2/ 705، 710). [2] هجر القرآن العظيم صـ643. [3] المصدر نفسه صـ643.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 145