نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 143
فقد جمعت هذه الآية الكريمة أسباب الفوز في الدنيا والآخرة، وهي: طاعة الله ورسوله، وخشية الله وتقواه [1]. 8ـ المغفرة وتكفير السيئات: قال تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (الممتحنة، آية: 12). فقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستغفر للمؤمنات إذا هنّ بايعنه على السمع والطاعة والرّضى بحكم الله ورسوله، وقد جاء الحديث على كون الله غفور رحيم للمبايعات إذا هن وفين ببيعتهن [2].
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله قال وحوله عِصَابة من أصحابه: بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئاً ولا تسرقوا ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفىّ منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئاً فعُوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع المؤمنين والمؤمنات على أمور هي في مضمونها إثبات لموقف التحاكم إلى الشريعة والخضوع لها وهذه البيعة كانت على الامتثال لسائر شرائع الإسلام، وما لم يذكر في هذه المبايعة كالصلاة، والزكاة، وسائر أركان الدين وشعائر الإسلام لوضوح أمره واشتهاره.
إن تحكيم الشريعة مظنة توبة التائبين في الدنيا، وقبول هذه التوبة في الآخرة بالمغفرة ومحو السيئات. [1] التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور (18/ 221). [2] هجر القرآن العظيم صـ 637.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 143