نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 127
فإن هذه الآية تحمل وعيداً شديداً على تقديم محبة أي شيء من أمور الدنيا على محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وأنه يجب إيثارها في المحبة على من سواهما وهذه المحبة تقتضي إيثار طاعتهما واتباع أمرهما، على إيثار من ذكر الله من الأقارب والأموال وغيرهما مما قد تريد النفس تقديمها [1]، وهذه المحبة يقتضيها الإيمان، فمن كان مؤمناً أوجب عليه إيمانه أن يتحلى بها كما يدل عليه قوله تعالى: " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ " (البقرة، آية: 165).
وقد بين القرآن الكريم علامات المحبة لله تعالى، فجعل من ذلك، اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم، والذلة للمؤمنين، والعزة على الكافرين، والجهاد في سبيله، وعدم الخوف من لوم لائم ومعاداة أعدائه، أما الاتباع لنبيه صلى الله عليه وسلم فقد دل عليه قوله تعالى: " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ " (آل عمران، آية: 31)، فإن هذه الآية تسمى آية المحبة [2]، فهذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي، والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عمل ليس عليه أمرنا فهو رد [3]. [1] المصدر نفسه (1/ 205). [2] المصدر نفسه (1/ 207). [3] البخاري، ك البيوع (3/ 91)، مسلم رقم 1718.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 127