نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 40
5ـ إن ساعة الموت فاصلة بين عمر مهما طال في عصرنا فلن يزيد عن مائة وخمسين سنة وهو يعتبر صفراً إذا قيس بالآف السنين في القبر، وخمسين الف سنة في الموقف ثم إلى ما لا نهاية في نعيم لا يوصف أو في شقاء لا يتصور، ففي هذا العمر القصير جداً يحدد المصير بالنسبة للمستقبل اللانهائي، وليس في عمر الدنيا كله يحدد مصير المستقبل، بل في سنين معدودة منه، وقد تكون أياماً وقد تكون ساعة واحدة أو أقل، يتوب الإنسان فيها ويندم على ذنوبه ويضرّع إلى ربه ويتخلص من مظالمه فينال رضاء الله عند موته ويطمئن على مستقبله، يا لها من سعادة في متناول الجميع، ومن مستقبل لانهائي يحدد الإنسان مصيره في دقائق، وصدق الله القائل:" سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى" (الأعلى، آية: 10، 13).
لذلك كله ولغيره كانت ساعة الموت أخطر ساعة في رحلة الإنسان [1].
ثالثاً: أسباب حسن الخاتمة: هناك أسباب يستدل بها على حسن الخاتمة منها:
1ـ إقامة التوحيد لله (جلّ وعلا):
إن إقامة التوحيد في قلب المسلم يجني ثماره في حياته وعند موته وفي قبره ويوم حشره ويكون سبباً في دخول جنات ربه ورضوانه قال صلى الله عليه وسلم: فإن الله حرّم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله [2].
2ـ الاستقامة: الاستقامة أعظم كرامة وسبب عظيم في حُسن الخاتمة، قال تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (الاحقاف، آية: 13). [1] رحلة الخلود صـ112. [2] البخاري رقم 325، مسلم 263.
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 40