responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 38
ثانياً: ساعة الموت أخطر لحظة في عمر الإنسان:
إن ساعة الموت أخطر ساعة في رحلة الإنسان الطويلة إلى ما لا نهاية للأسباب الآتية:
1ـ لأنها بداية الانتقال من عالم الشهادة المحسوس الذي عرفه الإنسان وألفه إلى عالم كان غيباً في الحياة الأولى ويصير محسوساً في الحياة الجديدة التي تبدأ بالموت الجسدي ليحدث للإنسان في عالم البرزخ لأول مرة عوالم تختلف كل الاختلاف عن عوالم الدنيا التي عايشها وائتلف أو تنافر معها.
2ـ في هذه الساعة ساعة الموت يرى ملائكة الله ويسمع منهم الكلمة الفاصلة النازلة إليه من عند الله تعالى، وهي الكلمة التي نعيمه الأبدي أو شقاؤه الأبدي، ولو كان يملك العالم كله في هذه الساعة وقبل منه أن يضحي به، أو كان يملك ملء الأرض والسماء ذهباً وقبل منه أن يتصدق به في سبيل أن يسمع كلمة الرضى والعفو من الله في هذه الساعة لفعل وكان في منتهى السعادة وفي هذا يقول الله تعالى:" وَلَوْ أَنَّ للَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ" (الزمر، آية: 47).
3ـ كل ما جمعه الإنسان وكد فيه وسهر من أجله وقضى عمره في تخزينه وكنزه وكل ما زرعه من حدائق غناء وبساتين فيحاء، وكل ما شيّده من دور وما زخرفه من قصور وكل من يحيط به من أهل وخدم وأتباع، كل ذلك ينظر إليه الإنسان حين تأتيه ملائكة الموت بحسرة وفزع، ويأس وجزع، فإنه مفارق للجميع، ومحروم حرماناً مطلقاً من كل ما جمع فأوعى، وكنز فأبقى.
إن شيئاً واحداً هو الذي يبحث عنه هذا الإنسان في لحظة موته ويوقن أن فيها نجاته وسعادته هو (العمل الصالح)، فإن كان قدمه فلا يضره ما ترك وإن كان لم يقدم صالحاً فهو القائل:" يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ" (الحاقة، آية: 27، 29).

نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست