نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 264
وأما عمل الآخرين وما نشأ عنه من آثار فإن مقتضى دلالة هذه النصوص عدم مؤاخذة الإنسان ه إن كان شراً، وعدم استحقاق ثوابه إن كان خيراً، وقد نص على هذا المعنى صراحة قوله سبحانه: " أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى" (النجم، آية: 38 ـ 39).
وهذه الآية الكريمة لا تعني أن الإنسان لا ينتفع بعمل غيره، وإنما تعني أن الإنسان لا يستحق عمل غيره [1]، فظاهر الآية أن الإنسان ليس له إلا سعيه، وهذا حق، فإنه لا يملك ولا يستحق إلا سعي نفسه، وأما سعي غيره فلا يملكه ولا يستحقه، لكن هذا لا يمنع أن ينفعه الله ويرحمه به، كما أنه دائماً يرحم عباده بأسباب خارجة عن مقدورهم [2]، وقد دلت النصوص الشرعية على مطلق الانتفاع بعمل الآخرين ومن ذلك ما رواه البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنه أن سعد بن عبادة رضي الله عنه، توفيت أمه وهو غائب عنها فقال: يا رسول الله، إن أمي توفيت وأنا غائب عنها أينفعها شيء إن تصدقت به عنها؟ قال نعم. قال: فإنني أشهدك أن حائطي المخراف [3]، صدقه عليها [4]. ومعنى نفع الميت بالصدقة عنه، تنزيله منزلة المتصدق، بحيث تقع الصدقة نفسها عن الميت ويكتب له ثوابها [5]. [1] موانع إنقاذ الوعيد صـ113. [2] مجموع الفتاوي لان تيمية (7/ 499). [3] المخراف: المكان المثمر: والحائط: البستان. [4] البخاري، ك الوصايا (1013/ 3). [5] نهاية المحتاج للرملي (92/ 6).
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 264