responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 205
وقد تضمنت هذه الآية ذكر ما يتبرد به الناس في الدنيا في الكرب والحر وهو ثلاثة: الماء والهواء والظل، وذكرت الآية أن هذه لا تغني عن أهل النار شيئاً، فهواء جهنم السموم، وهو الريح الحارة الشديدة الحر، وماؤها الحميم الذي قد اشتد حرَّه، وظلها اليحموم، وهو قِطعُ دخانها [1]. والظل الذي أشارت إليه الآية "وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ" (الواقعة، آية: 41) هو ظل دخان النار، والظل يشعر عادة بالنداوة والبرودة، كما أن النفس تحبه وتستريحه إليه، أما هذا الظل فإنه ليس بارد المدخل ولا بكريم المنظر، إنه ظل من يحموم، وقد حدثنا القرآن في هذا الظل الذي هو دخان جهنم الذي يعلو النار، فقال: "انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ * إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ" (المرسلات، آية 30 ـ 33)، فالآية تقرر أن الدخان الذي يتصاعد من هذه النار لفخامته ينقسم إلى ثلاثة أقسام، وهو يلقي ظلالاً ولكنها غير ظليلة، ولا تقي من اللهب المشتعل، أما شوار هذه النار المتطاير منها فإنه يشتبه الحصون الضخمة، كما يشبه هذا الشرار الجمالة الصفر إي الإبل السود.
وقال الحق مبيناً قوة هذه النار، ومدى تأثيرها في المعذبين:" سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ" (المدثر، آية: 27، 30). إنها تأكل كل شيء، وتدمر كل شيء، لا تبقي ولا تذر، تحرق الجلود، وتصل إلى العظام وتصهر ما في البطون، وتطلع على الأفئدة.

[1] اليوم الآخر، الجنة والنار للأشقر صـ33.
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست