responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 18
ـ ولو كانت الروح غير مخلوقة فإنها لا تدخل النار ولا تعذب، ولا تحجب عن الله، ولا تغيب في البدن، ولا يملكها ملك الموت، ولما كانت صورة توصف، ولم تحاسب ولم تعذب، ولم تتعبد ولم تخف، ولم ترج، ولأن أرواح المؤمنين تتلألأ، وأرواح الكفار سود مثل الفحم [1].
ـ والرد على من زعم أن الروح غير مخلوقة وأنها جزء من ذات الله تعالى كما يقال هذه الخرقة من هذا الثوب، فالمراد بقوله" قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي " (الإسراء، آية: 85)، اي أنها تكونت بأمره، أو لأنها بكلمته كانت، والأمر في القرآن يذكر ويراد به المصدر تارة، ويراد به المفعول تارة أخرى وهو المأمور به كقوله تعالى:" أتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ " (النحل، آية: [1]) اي المأمور به، ويمكن أن يقال أيضاً أن لفظة (من) في قوله "من أمر ربي" لإبتداء الغاية وليس نصاً في أن الروح بعض الأمر ومن جنسه، بل هي لإبتداء الغاية إذ كونت بالأمر وصدرت عنه وهذا مثل قوله" وروح منه" أي من أمره كان الروح وكقوله تعالى:" وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ " (الجاثية، آية: 13) ونظير هذا أيضاً كقوله تعالى:" وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ " (النحل، آية: 53) أي منه صدرت ولم تكن بعض ذاته [2].
وأما قوله تعالى في آدم " وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي " (الحجر، آية: 29) وقوله في عيسى "فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا " (الأنبياء، آية: 91)، فينبغي أن يعلم أن المضاف إلى الله تعالى نوعان: صفات لا تقوم بأنفسها، كالعلم والقدرة، والكلام والسمع والبصر، فهذه إضافة صفة إلى موصوف بها، فعلمه وكلامه وقدرته وحياته صفات له، وكذا وجهه ويده سبحانه.
والثاني: إضافة أعيان منفصلة عنه، كالبيت والناقة والعبد والرسول والروح.

[1] مجموع الفتاوي (4/ 220).
[2] المصدر نفسه (4/ 226 ـ 235).
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست