نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 174
فالذود عن الحوض إنما هو بسبب الردة أو الإحداث في الدين والصحابة من أبعد الناس عن ذلك، بل هم أعداء المرتدين الذين قاتلوهم وحاربوهم في أصعب الظروف وأحرجها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، فقد تصدى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء المرتدين وقاتلوهم قتالاً عظيماً وناجزوهم حتى أظهرهم الله عليهم، فعاد للدين من أهل الردة من عاد، وقتل منهم من قتل، وعاد للإسلام عزه وقوته وهيبته على أيدي الصحابة رضي الله عنهم، وكذلك أهل البدع كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ أشد الناس إنكاراً عليهم، لهذا لم تشتد البدع وتقوى إلا بعد انقضاء عصرهم، ولما ظهرت بعض بوادر البدع في عصرهم أنكروها وتبرؤوا منها ومن أهلها [1]، وهذه المواقف العظيمة للصحابة من أهل الردة وأهل البدع، من أكبر الشواهد الظاهرة على صدق تدينهم وقوة إيمانهم وحسن بلائهم في الدين، وجهادهم أعداءه بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقام الله بهم السنة وقمع البدع، الأمر الذي يظهر به كذب من رماهم بالردة والإحداث في الدين والذود عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم، بل هم أولى الناس بحوض نبيهم لحسن صحبتهم له في حياته وقيامهم بأمر الدين بعد وفاته ولا يشكل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليردن عليّ ناس من أصحاب الحوض حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني [2]، فهؤلاء هم من مات النبي صلى الله عليه وسلم وهم على دينه ثم ارتدوا بعد ذلك، كما ارتدت كثير من قيائل العرب بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء في علم النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه، لأنه مات وهم على دينه، ثم ارتدوا بعد وفاته، ولذا يقال له: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على ادبارهم القهقري ([3])، [1] السنة لعبد الله بن أحمد (2/ 420) علي بن أبي طالب للصلابي صـ684. [2] البخاري رقم 6582. [3] مسلم، ك الفضائل (5/ 1796) ..
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 174