الهدي النبوي في الأسماء والصفات وموقف السلف الصالح منه
إن أعرف الناس بالله هم الرسل والأنبياء، ثم الصديقون ثم الشهداء ثم الصالحون، والرسل عرفوا الناس بالله، وأثبتوا لله الأسماء والصفات والأفعال، والله تعالى في كتابه العظيم أثبت لنفسه ذلك فقال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف:54]، {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [المائدة:119]، {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ} [التوبة:46]، {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11]، {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء:58]، وقال صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا) كما في الحديث الصحيح المتواتر، فالله سبحانه أثبت لنفسه الصفات والأسماء في كتابه، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180]، وأثبتها له رسوله عليه الصلاة والسلام.
وقد درج على منهاج الرسل وطريقة الرسل الصحابة، فأثبتوا الصفات لله عز وجل والأسماء والأفعال، وعبدوا الله على بصيرة، ثم تبعهم التابعون، فحذوا حذوهم، فأثبتوا الأسماء والصفات والأفعال لله عز وجل، ثم تبعهم الأئمة المشهود لهم بالإمامة، ومنهم الإمام أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والليث بن سعد وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وإسحاق بن راهويه وعبد الله بن المبارك وأبو عمر الأوزاعي وغيرهم من العلماء والأئمة، قال الإمام مالك رحمه الله في المشهور عنه لما سئل عن الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
فأثبتوا الأسماء والصفات لله، فالصحابة والتابعون والأئمة وعلماء الأمة المشهود لهم بالإمامة وسائر أهل السنة والجماعة درجوا على منهاج نبيهم عليه الصلاة والسلام، فأثبتوا الأسماء لله كما أثبتها لنفسه، وكما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم، وعبدوا الله على بصيرة.