الطوائف التي قدحت في الصحابة وبيان ضلالهم
وقد ظهرت طوائف ممن عادت الصحابة إجمالاً، أو عادت بعض الصحابة رضوان الله عليهم، وهذه الطوائف معدودة عند أهل العلم من الفرق الضالة المبتدعة، فالشيعة قبحهم الله يتقربون إلى الله بسب وذم وتكفير أغلب الصحابة! فهم يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة وطلحة والزبير وأبا هريرة وأبا سفيان وأبناءه وكل الصحابة إلا مجموعة يسيرة مثل سلمان الفارسي والمقداد بن الأسود وعدد قليل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فهم ويكفرون جماعات من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويذمونهم ويسبونهم، بل إنهم يعتقدون أن من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإن له الأجر عند الله، وأنه له المكانة العظمى عند الله؛ لأنهم -قبحهم الله- يزعمون أن هؤلاء ظلموا علي بن أبي طالب.
وهم يحصرون دينهم في الولاية، ويقولون: إن الولاية هي أصل الدين، وأنها مقارنة لعبادة الله، وللشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة.
فيقولون: من لم يؤمن بأن علي بن أبي طالب هو الولي بعد محمد صلى الله عليه وسلم فهو زنديق كافر خارج عن الإسلام، ولا شك أن هذه العقيدة عقيدة كفرية خطيرة، فإن تكفير أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأسلوب معناه في الحقيقة طمس للدين وتغيير لمعالمه، فإن هؤلاء الصحابة هم الذين نقلوا الدين والقرآن، وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأحكامه صلى الله عليه وسلم، وهم الذين ربوا هذه الأمة على الإيمان والتقوى وفتحوا هذه البلاد الشاسعة الكبيرة، والذين أقاموا فيها الدين، وهم حواريو النبي صلى الله عليه وسلم الذين لا يسبهم إلا خبيث مجرم.
وبعض الفرق الضالة تسب بعض الصحابة مثل الخوارج؛ فإنهم نواصب، يسبون علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبعض من وقف معه من الصحابة، وبعضهم كان يطعن في بعض الصحابة، مثل معاوية بن أبي سفيان ويسبه ويذمه، أو في مسلمة الفتح، وبعض المعاصرين -قبحهم الله- يتكلمون فيهم، ويذمونهم ذماً قبيحاً، ولا شك أن هؤلاء مخالفون للنصوص الشرعية؛ فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد:10] يعني: من أسلم من قبل الفتح أو بعده.
والسب والذم لا يمكن أبداً أن يكون مبدءاً ولا ديناً لأحد إلا من قبح فعله، وخبثت سريرته كحال الروافض ومن شايعهم.
هؤلاء الذين يذمون معاوية يذمون كاتب الوحي، كما ثبت في الصحيح أن أبا سفيان جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، واستأذنه بأن يكتب معاوية الوحي، فأذن له بذلك، فكان يكتب الوحي، وكان من أفضل ملوك الإسلام على الإطلاق، ولهذا لابد من معرفة قاعدة أهل السنة والجماعة فيما شجر بين الصحابة رضوان الله عليهم.
وقعت فتنة في آخر زمن عثمان قتل فيها عثمان رضي الله عنه، ووقعت معركتان كبيرتان، الأولى: الجمل، والثانية: صفين، كانت هذه من الفتن التي وقعت في زمن الصحابة رضوان الله عليهم، وعقيدة أهل السنة والجماعة في هذه الفتنة: أنه يجب الإمساك وترك الكلام فيما شجر بين الصحابة، وأن هؤلاء ثبت فضلهم بنصوص الكتاب والسنة، وما وقع منهم في هذه الفتنة فهو ما بين خطأ واجتهاد، فما وقعوا فيه من خطأ فإن ما لهم من الفضل أعظم من هذا الخطأ، والله عز وجل يقول: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود:114]، وما وقعوا فيه من اجتهاد، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: (إذا اجتهد المجتهد فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر)، فهم ما بين الأجر والأجرين.
ولهذا لا يجوز لأحد أن يتكلم فيهم، ولا يجوز لأحد أن يفتح هذا المجال للقدح في الصحابة رضوان الله عليهم، فإن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لم يجلد أحداً في ولايته إلا رجلاً سمعه يسب معاوية، والشيعة -قبحهم الله- يروون أحاديث موضوعة في ذم معاوية وكل ما ينقلونه فهو من الكذب؛ لأن الشيعية يتدينون لله بالكذب.
والحقيقة أن الشيعة من أحمق الطوائف كما قال عدد من العلماء، قال أبو الربيع الزهراني: (الشيعة لو كانوا من البهائم لكانوا حمراً، ولو كانوا من الطيور لكانوا رخماً، وصدق فهم شر الطوائف، حتى أنه ينقل عن الشعبي أنه كان له جني يلتقي به، فقال له: من شر الطوائف لديكم؟ قال: الروافض، قال: وكذلك نحن، فشر الطوائف لدينا هم الروافض.
ولهذا فاليهود مع كونهم بدلوا كلام الله -التوراة- إلا أنهم لا يسبون أصحاب موسى، والنصارى مع تحريفهم الإنجيل، لكنهم مع هذا لا يسبون أيضاً أصحاب عيسى، ووقعت هذه الشرذمة الخبيثة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: (ولكلهم قدر علا وفضائل) ولهذا أفرد العلماء -مثل الإما