نام کتاب : النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب نویسنده : بطال الركبي جلد : 0 صفحه : 29
لأن المخففة تخفيفا بين بين في حكم المحققة [1]. وقال المطرزى: العرب تقول: أومى برأسه، أى: قال لا، يعنى بترك الهمز. فثبت صمحه ما منعه الركبي.
ونبه إلى أن "طرأ" مهموز، وذلك، لجريان لفظ "الطريان" على ألسنة الفقهاء، وقد ورد كثيرا في الوجيز [2] للغزالى، كقوله: "طريان ما يغير مقدار الدية" [3] وقد أجازه النسفى في طلبة الطلبة [4]، على سبيل تليين الهمزة للتخفيف، ولا وجه لتسهيل الهمزة المفتوحة في مثل الطرآن، وقد خطأ المطرزى هذا التسهيل في قوله: "وأما الطريان فخطأ أصلا" [5].
ونراه يتابع الجوهرى في إنكار قولهم "توضيت" وهذا على أن اللغة الفصحى: توضأت، وقد تابع الجوهرى [6] اللغويين المتشددين في تنقية العربية، كابن السكيت [7] وابن قتيبة [8]، وقد وضعا هذا القول في جملة كلام العوام ونصوا على أن الأفصح توضأت بالهمز. وفي الكتاب الذى وضعه ابن برى في غلط الضعفاء من الفقهاء [9] قولهم: توضيت.
وهذا صريح في أن التسهيل خطأ من العوام، غير أن متابعة الهمزة في هذا الموضوع، أى: كونها مفتوحة: ما قبلها مفتوح، فضلا عن تطرفها، ووجود نظائر لها وقع فيها التسهيل، كل هذا يبيح تسهيلها وابن السكيت الذى أنكر مثل هذا التسهيل إباحة في مثل أرجأ، فقال: تقول: هذا رجل مرجىء وهم الرجئة وإن شئت قلت: مرج، وهم المرجية؛ لأنه يقال: أرجأت الأمر وأرجيته: إذا أخرته [10].
وابن قتيبة يقر أرجيت، حيث وضع تسهيلها مع تحقيقها على قدم المساواة في أداء المعنى، فقال في باب ما يهمز أوسطه من الأفعال [11]، ولا يهمز بمعنى واحد: أرجأت الأمر وأرجيته. وذكر فيه: تأممت وتيممت وابن برى يعترف بأنه يجوز أن يقال: استبريت الجارية، على لغة ضعيفة [12] ويقر أيضًا. بأنه: ليس أحد يقول بَدِيت بمعنى بدأت إلا الأنصار، والناس كلهم بَدَيْت وبدأت. وعليه قول شاعرهم ابن رواحة:
باسم الِإله وبه بدينا ... ولو عبدنا غيره شقينا (13)
والفيومى يجعل التسهيل في مثل هذا قياسا، فيقول: إن تسهيل همزة الطرف في الفعل المزيد، وتسهيل الهمزة الساكنة قياس، فيقال: أرجأت الأمر وأرجيته، وأنسأت وأنسيت، وأخطأت وأخطيت، وتوضأت وتوضيت، وهو كثير فالفقهاء جرى على ألسنتهم التخفيف [14].
وعن أبي زيد، قال: وقال أبو عمر الهذلي: قد توضيت، فلم يهمز وحولها ياء [15]. وكل هذا يدل على جواز التسهيل فما منع ابن بطال الفقهاء منه، كما يؤكد ما ذهبنا إليه من أنه كان يتابع المتشددين في تنقية اللغة العربية. [1] اللسان (ومأ 4926). [2] أنظر الوحيز 1/ 88، 3/ 90. [3] 2/ 129. [4] ص 65. [5] المغرب (طرأ). [6] في الصحاح (وضأ). [7] في إصلاح المنطق 149. [8] في أدب الكاتب 366. [9] لوحة 1. [10] إصلاح المنطق 146. [11] أدب الكاتب 475. [12] غلط الضعفاء من الفقهاء لوحة 2.
(13) اللسان (برى 235). [14] المصباح (جزأ). [15] اللسان 26 ط دار المعارف.
نام کتاب : النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب نویسنده : بطال الركبي جلد : 0 صفحه : 29