responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب نویسنده : بطال الركبي    جلد : 0  صفحه : 16
يطوف العُفاة بأبوابِه ... كَطَوْفِ النصارى بِيَيْت الوَثَنْ
ومنه الحديث: "من أحيا أرضًا ميتة فهى له، وما أصابت العافية منها، فهو له صدقة" [45] وفي هذا يقول الزمخشري: كل طالبٍ رزقًا من طائر أو بهيمة أو إنسان: فهو عاف [46]. وقبله ذكر ذلك أبو عبيده [47] وغيره [48].
والأصل الذي ذكره الركبي: مجمع عليه من أهل اللغة، كأصل من الأصول المعنوية التى يؤديها يتساهل أحيانا في التعبير، فابن الأثير يقول في العفو: "وأصله: المحو والطمس" [49] ثم يعود فيذكره بمعنى الطلب في الحديث المذكور.
وينقل الأزهري [50] عن ابن الأنباري، أن الأصل في قول الله جل وعز: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [51]: محا الله عنك، مأخوذ من قولهم: عفت الرياحُ الآثارَ: إذا درستها ومحتها. بيد أن ابن الأنباري لم ينص بلفظ "الأصل" وعبارته [52]: معناه: درس الله ذنوبك ومحاها عنك. . . . إلخ. وإن كان ابن الأنباري يكثر من التعبير بالأصل فيقول: أصل كذا، ولكنه يريد المعنى، وقد يذكر أكثر من أصل، وهو يريد المعانى.
وبعض اللغويين يدقق ويتحرز في التعبير تحسبا لمثل هذا كالخليل [53] والجوهري [54] وغيرهما. ولا شك في أن الفئة الأولى تميل إلى المذهب الاشتقاقي في الربط بين تفريعات المادة وأصولها [55].
- والركبى متابع في أكثر الأمثلة التى يذكرها من هذا القبيل، فإذا تفرد بعضهم بمذهب ذكره مُسنَدًا إليه، وذلك في نحو قوله: "أصل الحفد: العمل والخدمة، ومنه الحفدة، وهم: الخدم" [56] وقوله: "في تسجية الميت: قال الزمخشري، قال ابن الأعرابي: أصله: الغيبوبة ومنه قوله تعالى: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} [57] أى: ذهبنا وغبنا، فكأن الكافر جار عن الطريق الحق، أو غاب عنه الحق فلم يعرفه، ولم يهد له" [58].
ونلاحظ أنه ذكر حسب تعبيره أصلين في معنى الضلال، وأسند الثاني إلى ابن الأعرابي. وهذا لأن الأصل الأول متفق عليه، قال ابن فارس [59]: كل جائر عن القصد: ضال، وكذلك ذكر في المظان اللغوية [60].
وفي المعنى الثاني قال الخطابي [61]: قال أبو عمر: أصل الضلال: الغيبوبة يقال: ضل الماء في اللبن: إذا غاب، وكذلك: ضل النَّاسِى: إذا غاب عنه حفظه، وهو قوله تعالى: {لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} [62].
وفي الحديث: "ذروني في الريح لعلى أضل الله" [63] يقال: أضللت الشيىء: إذا غيبته، وأضللت الميت: دفنته.

[45] غريب الحديث 1/ 148 والفائق 3/ 5.
[46] الفائق 3/ 5.
[47] غريب الحديث 1/ 148.
[48] النهاية 3/ 266.
[49] السابق.
[50] تهذيب اللغة 3/ 222.
[51] سورة التوبة آية 43.
[52] الزاهر 1/ 535 وشرح القصائد السبع 8، 20، 21، 26، 264، 487، 517.
[53] انظر العين 1/ 258 - 260.
[54] انظر الصحاح (عفو).
[55] النظم ص 87.
[56] السابق ص 124.
[57] سورة السجدة آية 10.
[58] النظم ص 133.
[59] في المجمل 2/ 560.
[60] انظر العين 7/ 9 والصحاح (ضلل) واللسان (ضلل 2601).
[61] في غريب الحديث 1/ 484.
[62] سورة طه آية: 52.
[63] الفائق 2/ 69 والنهاية 3/ 98.
نام کتاب : النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب نویسنده : بطال الركبي    جلد : 0  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست