هذه الأحاديث إن كانت صحيحة تتعارض مع سورة الضحى؟ وهذا ما لا أعتقده، أفتونا بالجواب الصحيح أثابكم المولى جل وعلا؟
ج[2]، 3، 4: لا تعارض بين ما ذكرت لأمرين:
الأول: أنه كان فقيرا فأغناه الله، كما هو نص آيتي الضحى.
الثاني: أنه مع كثرة ما أعطاه الله وتحقق رضاه بما أعطاه من الخيرات المادية وغيرها كانت مسؤلياته تجاه أمته ومصالحها العامة والخاصة أعظم، وبذله ونفقاته في ذلك أكثر من دخله، فكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، كما وصفه أعرابي بذلك لقومه في ثنائه عليه، ومن ذلك قضاؤه لدين من مات وعليه دين، وتكفله من مات عائلهم بتولي جميع شئونهم من رعاية ونفقات، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه، ومن ترك مالا فهو لورثته [1] » رواه أحمد والبخاري ومسلم وقال صلى الله عليه وسلم: «أيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، وإن ترك دينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه [2] » رواه البخاري فلم تكن قلة ماله أخيرا عن فقر، بل عن بذل وكرم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [1] صحيح البخاري الحوالات (2297) ، صحيح مسلم الفرائض (1619) ، سنن الترمذي الجنائز (1070) ، سنن النسائي الجنائز (1963) ، سنن ابن ماجه الأحكام (2415) ، مسند أحمد بن حنبل (2/453) . [2] صحيح البخاري تفسير القرآن (4781) ، صحيح مسلم الفرائض (1619) ، سنن الترمذي الجنائز (1070) ، سنن النسائي الجنائز (1963) ، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (2955) ، سنن ابن ماجه الأحكام (2415) ، مسند أحمد بن حنبل (2/453) ، سنن الدارمي البيوع (2594) .