زمن النبي [1] صلى الله عليه وسلم فمن وفى بما التزم مما شرع الله فقد أحسن، ومن ترك شيئا من ذلك لضعف فقد أخذ بالرخصة ولا حرج عليه، ومن تركه تهاونا وكسلا فقد ارتكب خلاف الأولى. أما من كتب على نفسه عملا لم يشرعه الله أصلا؛ كالاحتفال بعيد الميلاد، وبأول العام الهجري، وبالموالد ونحو ذلك، أو التزام ما شرع الله أصله لكن كان فعله له على غير الكيفية التي شرعه الله عليها - فالتزامه بدعة منكرة؛ لمخالفته الكيفية التي شرع الله عليها العبادة، مثاله: ما تقدم من الذكر جماعة بصوت واحد مرتفع. . . إلى آخره، فإن الله لم يشرعه بهذه الكيفية، ولا ذكره رسوله صلى الله عليه وسلم بهذه الكيفية، ولا علمها أصحابه رضي الله عنهم ولا عملوا بها، ولو كان فيها خير لشرعها الله ولعمل بها رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ولو فعلوا لنقل إلينا نقلا ثابتا فدل ذلك على أنها من البدع المحدثة التي يجب اجتنابها. ومن هذا يتبين أنه ليس للإنسان أن يكتب على نفسه عددا محدودا في كل من الاستغفار وحمد الله، وليس له أن يخص الذكر بذلك بزمن معين، بل يحرص على الذكر بذلك وبغيره مما ثبت الذكر به بما يتيسر من العدد في أي وقت؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقيد [1] أحمد (4 / 200) ، والبخاري [فتح الباري] برقم (1975) ، ومسلم برقم (1159) ، وأبو داود برقم (2427) .