ج: القرآن كلام الله تعالى، فيه الهدى والنور والشفاء لما في الصدور، من قرأه بإخلاص، وتدبر آياته، وعمل بما فيه من أحكام، آتاه الله بصيرة في دينه وقوة في يقينه، ودفع عنه كيد الشياطين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ نفسه عند النوم بقراءة السور الثلاث: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [2] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [3] يقرؤهن ثلاث مرات، وينفث في كفيه عقب كل مرة ويمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده، وشرع لأمته قراءة آية الكرسي عندما يأخذ المسلم مضجعه؛ ليكون ذلك حفظا له من الشيطان حتى يصبح، وأقر من رقى بالفاتحة لديغا من زعماء الكفار، وكان في هذا شفاؤه، وشرع لأمته الرقية بالقرآن عموما، وبالجملة فالقرآن كله خير وبركة وشفاء، ولا يأتي الخير بالشر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يؤتى الإنسان من قبله، إما من عدم إخلاصه أو سوء تطبيقه.
وعلى هذا فما ذكره السائل من إصابته بمرض أو غشي عند تلاوة سورة الكهف، إما وهم فعليه أن يتقي الله ويدع الأوهام، وإما حقيقة فهو مس من سفهاء الجن، ونزغ من الشيطان يكيد به لقارئ القرآن عموما ولقارئ سورة منه، ليحمله على ترك قراءته أو ترك قراءة السورة التي أصابه عند تلاوتها، فإذا ترك قراءة السور مثلا فقد غلبه الشيطان وظفر منه ببغيته، وزاد في الكيد له حتى يستولي عليه ويكون من إخوان الشياطين الذين يمدونهم في الغي ثم [1] سورة الإخلاص الآية 1 [2] سورة الفلق الآية 1 [3] سورة الناس الآية 1