دعوتهم إياهم. وقد تقدم في الفقرة الأولى من الجواب حديث عمران بن حصين في التحذير من التكسب بالقرآن وسؤال الناس به، أما ما سألت عنه من عقوبته يوم القيامة بتساقط لحم وجهه، فذلك وعيد لكل من سأل الناس وهو في غير حاجة تضطره إلى المسألة ولا مبرر لديه يبيح له أن يسأل الناس، وسواء كان بقراءة القرآن أم بدون قراءته، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم [1] » وفي رواية عنه: «ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم [2] » متفق عليهما وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر [3] » رواه مسلم فمن سأل الناس بالقرآن صدق فيه الحديث المتقدم في الفقرة الأولى من الجواب إن كان فقيرا، أما إن كان غنيا فقد صدقت فيه هذه الأحاديث كلها، أما لفظ الحديث الذي ذكرته في السؤال فلا نعلم صحته بهذا اللفظ الذي ذكرته.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن منيع ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [1] صحيح البخاري الزكاة (1475) ، صحيح مسلم الزكاة (1040) ، سنن النسائي الزكاة (2585) ، مسند أحمد بن حنبل (2/15) . [2] صحيح البخاري الزكاة (1475) ، صحيح مسلم الزكاة (1040) ، سنن النسائي الزكاة (2585) ، مسند أحمد بن حنبل (2/15) . [3] صحيح مسلم الزكاة (1041) ، سنن ابن ماجه الزكاة (1838) ، مسند أحمد بن حنبل (2/231) .