وقد روي بإسناد جيد في شأن معاوية: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم علمه الكتاب والحساب، وقه سوء العذاب [1] » ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
إذا علم ذلك فمن أصول أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أ) من لعن أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كان معاوية أو غيره رضي الله عنهم جميعا فإنه يستحق العقوبة البليغة باتفاق المسلمين، وتنازعوا هل يعاقب بالقتل أو ما دون القتل.
(ب) سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفهم الله به في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [2] .
(ج) ويقولون إن الآثار المروية في مساويهم منها ما هو [1] أحمد (4 / 127) ، وفي [فضائل الصحابة] برقم (1748، 1749) والآخير مرسل، والبزار والطبراني كما في [مجمع الزوائد] (9 / 356) ، وقال: (وفيه الحارث بن زياد) ، وعزاه للطبراني أيضا في نفس الصفحة مرسلا، وقال الذهبي في [سير أعلام النبلاء] (3 / 120) : (له شاهد قوي من حديث عبد الرحمن بن أبي عميرة) ، وأخرجه البخاري في [الكبير] (4 / 1، 327) ، وابن حبان في صحيحه برقم (22078) . [2] سورة الحشر الآية 10