يرمون من خالفهم فيما تأولوه من الصفات بأنه مجسم، ونظرا إلى أن التجسيم لم يرد في النصوص نفيه ولا إثباته، فلا يجوز للمسلم نفيه ولا إثباته؛ لأن الصفات توقيفية.
وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند أبي داود: «ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام [1] » فسبق منا فتوى في معنى هذا الحديث رقم 4383 هذا نصها:
س: في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، أكان النبي صلى الله عليه وسلم حيا في قبره الشريف بإعادة الروح في الجسد والبدن (العنصرية) بحياة دنيوية حسية، أو حيا في أعلى عليين بحياة أخروية برزخية بلا تكليف، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت: «اللهم بالرفيق الأعلى [2] » ، وجسده المنور الآن كما وضع في قبر بلا روح، والروح في أعلى عليين، واتصال الروح بالبدن والجسد المعطر عند يوم القيامة كما قال الله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [3] .
ج: إن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم حي في قبره حياة برزخية يحصل بها التنعم في قبره بما أعده الله له من النعيم جزاء له على أعماله العظيمة الطيبة التي قام بها في دنياه عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام، ولم تعد إليه روحه ليصير حيا كما كان في دنياه، ولم تتصل به وهو في قبره اتصالا يجعله حيا كحياته يوم القيامة، بل [1] سنن أبو داود المناسك (2041) ، مسند أحمد بن حنبل (2/527) . [2] صحيح البخاري المغازي (4437) ، صحيح مسلم فضائل الصحابة (2444) ، سنن الترمذي الدعوات (3496) ، مسند أحمد بن حنبل (6/231) ، موطأ مالك الجنائز (562) . [3] سورة التكوير الآية 7