ج: لا يخفى أن الدين مبني على الاتباع والاقتداء لا على الابتداع والإحداث، يؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد [1] » ، وفي رواية: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد [2] » ، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة [3] » ، كما لا يخفى أن الأذان المشروع سبع عشرة كلمة لصلاة الفجر وخمس عشرة كلمة للصلوات الأخرى.
فإذا زيد على ما ثبت مشروعيته سواء كانت الزيادة قبل البدء به أو بعد الانتهاء منه اعتبرت هذه الزيادة بدعة يتعين إنكارها والإنكار على من يأتي بها مع أن في الأذان ما هو أبلغ من هذه الكلمات وأقوى تأثيرا وإيقاظا وذلك قول المؤذن: (حي على الصلاة) ، مرتين، و (حي على الفلاح) مرتين بعد التذكير بجلال الله ومقامه، وعليه فينبغي الإنكار على المؤذنين المذكورين ما يقولونه وهم في المنارة من الزيادة على الأذان قبل البدء بقول: صلوا، الصلاة أو نحو ذلك؛ حماية لجناب المشروع مما ليس مشروعا من البدع والمحدثات.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة
عبد الله بن منيع ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي [1] صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) . [2] صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) . [3] سنن أبو داود السنة (4607) ، سنن الدارمي المقدمة (95) .