بل هم إن لم يكونوا أشد من إخوانهم المشركين كفرا وعداوة لله ورسوله والمؤمنين فهم مثلهم، وقد قال الله تعالى لرسوله في المشركين: {فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ} [1] {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [2] الآيات: وقال له: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [3] {لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [4] {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} [5] {وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ} [6] {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} [7] {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [8] إن من يحدث نفسه بالجمع أو التقريب بين الإسلام واليهودية والنصرانية كمن يجهد نفسه في الجمع بين النقيضين، بين الحق والباطل بين الكفر والإيمان، وما مثله إلا كما قيل:
أيها المنكح الثريا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استقلت ... وسهيل إذا استقل يمان
رابعا: لو قال قائل: هل تمكن الهدنة بين هؤلاء أو يكون بينهم عقد صلح حقنا للدماء واتقاء لويلات الحروب وتمكينا للناس من الضرب في الأرض والكد في الحياة لكسب الرزق وعمارة الدنيا والدعوة إلى الحق وهداية الخلق؛ إقامة للعدل بين [1] سورة القلم الآية 8 [2] سورة القلم الآية 9 [3] سورة الكافرون الآية 1 [4] سورة الكافرون الآية 2 [5] سورة الكافرون الآية 3 [6] سورة الكافرون الآية 4 [7] سورة الكافرون الآية 5 [8] سورة الكافرون الآية 6