وأمره الله أن يقول لهم حينما استعجلوا العذاب: {لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} [1] إلى غير ذلك مما يدل على أنه عليه الصلاة والسلام ليس له الكمال المطلق قوة واقتدارا وإنما ذلك إلى الله وحده، ومن ذلك الحديث الصحيح الذي فيه: «إنه سقط عن فرسه وجحش شقه حتى صلى بالناس جالسا [2] » وحديث إصابته في غزوة أحد، وفي ذهابه للطائف قبل الهجرة للدعوة إلى التوحيد، ففي [صحيح البخاري] عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اشتد غضب الله على قوم أدموا وجه نبي الله صلى الله عليه وسلم [3] » ، وفيه عن سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أما والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان يسكب الماء وبما دووي، قال: كانت فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسله وعلي يسكب الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها فاستمسك الدم [4] » . وكسرت رباعيته يومئذ وجرح وجهه وكسرت البيضة على رأسه، فلو كان له صلى الله عليه وسلم كمال القدرة لما قدر أحد من أعدائه على إيذائه بجرح وجهه [1] سورة الأنعام الآية 58 [2] صحيح البخاري الصلاة (378) ، صحيح مسلم الصلاة (411) ، سنن الترمذي الصلاة (361) ، سنن النسائي الإمامة (832) ، سنن أبو داود الصلاة (601) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1238) ، موطأ مالك النداء للصلاة (306) ، سنن الدارمي الصلاة (1256) . [3] الإمام أحمد (3 / 99، 178، 179، 201، 206) ، والبخاري [فتح الباري] برقم (4073، 4074، 4076) ، و [مسلم بشرح النووي] (12 / 149، 150) ، والترمذي برقم (3005، 3006) . [4] صحيح البخاري المغازي (4075) ، صحيح مسلم الجهاد والسير (1790) ، سنن الترمذي الطب (2085) ، سنن ابن ماجه الطب (3464) ، مسند أحمد بن حنبل (5/334) .