ج 6: النية عبادة من العبادات، والعبادات مبنية على التوقيف، ومحل النية القلب، والتلفظ بها بدعة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتلفظ بها، وكذلك خلفاؤه وأصحابه من بعده، فقد ثبت في (الصحيحين) وغيرهما أنه «قال للأعرابي المسيء في صلاته: إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن [1] » ، وفي السنن عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم [2] » وفي (صحيح مسلم) عن عائشة رضي الله عنها، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بـ: الحمد لله رب العالمين [3] » ، وقد ثبت بالنقل المتواتر وإجماع المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم كانوا يفتتحون الصلاة بالتكبير، ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه تلفظ بالنية، ومن ادعى جواز التلفظ بها فقوله مردود عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد [4] » ، وفي رواية: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد [5] » .
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [1] صحيح البخاري الأيمان والنذور (6667) ، صحيح مسلم الصلاة (397) ، سنن الترمذي الصلاة (303) ، سنن النسائي الافتتاح (884) ، سنن أبي داود الصلاة (856) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1060) ، مسند أحمد (2/437) . [2] سنن الترمذي الطهارة (3) ، سنن أبي داود الطهارة (61) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (275) ، مسند أحمد (1/123) ، سنن الدارمي الطهارة (687) . [3] صحيح مسلم الصلاة (498) ، سنن أبي داود الصلاة (783) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (812) ، مسند أحمد (6/281) ، سنن الدارمي الصلاة (1236) . [4] صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) . [5] صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .
السؤال الثالث من الفتوى رقم (18884)
س 3: أنا حين آتي إلى الصلاة أقول في نفسي: نويت أن أصلي صلاة كذا جماعة وأكبر، ثم أفول بعد التكبير: سبحانك