ثم يفتح المسجل مستعينا بالله ثم بصوت القارئ فقط، حيث يوجد في الأسواق 4 أشرطة للتداوي بالقرآن ودفع الحسد ونحو ذلك؟
ج: الأصل أن الراقي هو الذي يباشر قراءة القرآن وينفث على المريض من ريقه، ففي (الصحيح) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «أن أناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا. فجعلوا لهم قطعا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فسألوه فضحك وقال: "وما أدراك أنها رقية؟ خذوها واضربوا لي بسهم [1] » .
وفي (الصحيح) أيضا من حديث عائشة رضي الله عنها: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها [2] » .
ولما في مباشرة الراقي القراءة بنفسه من معان تقوم في الراقي لا بد من اعتبارها.
وعليه فإن الرقية بفتح جهاز التسجيل خلاف الأصل الشرعي، فالرقية بواسطة جهاز التسجيل أمر محدث لا يجوز شرعا. [1] صحيح البخاري الطب (5736) ، صحيح مسلم السلام (2201) ، سنن الترمذي الطب (2063) ، سنن أبي داود الطب (3900) ، سنن ابن ماجه التجارات (2156) ، مسند أحمد (3/83) . [2] صحيح البخاري فضائل القرآن (5016) ، صحيح مسلم السلام (2192) ، سنن أبي داود الطب (3902) ، سنن ابن ماجه الطب (3529) ، مسند أحمد (6/263) ، موطأ مالك الجامع (1755) .