مسألة أيضا: قوله عزّ وجل: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [1]، قال سفيان -رحمه الله-:"فرَّق الله بين الخلق والأمر، فمن جمع بينهما فقد كفر".
بيّن لنا قول سفيان -قدَّس الله روحه، ونوَّر ضريحه-، وما صفة الجمع وضده في قوله: فمن جمع. إلخ؟
[السنة في الشرب]
مسألة أيضا: ما يروى عن ابن عمر:"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشرب على بطوننا، ونهانا أن نغرف باليد الواحدة كما يشرب القوم الذين سخط الله عليهم، ولا نشرب بالليل في إناء حتى نحركه إلا أن يكون مخمرا، ومن شرب بيد وهو يقدر على إناء يريد التواضع كتب الله له بعدد أصابعه حسنات، وهو إناء عيسى بن مريم -عليه السلام-" [2] في إسناده بقية بن الوليد.
جواب الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين [3]، آتاه الله أجره مرتين.
قول الشيخ عثمان: الصفة تعتبر من حيث هي هي إلخ. يعني لها ثلاث اعتبارات: تارة تعتبر من حيث هي هي، أي تعتبر منفردة من غير تعلقها بمحل، مثال ذلك: البصر، فيقال: البصر من حيث هو هو: ما تدرك به المبصرات، ومن حيث تعلقه بمخلوق فيقال: هو نور في شحمة تسمى إنسان العين تحت سبع طبقات في حدقة ينطبق عليها جفنان. وأما بالنسبة إلى الرب -سبحانه- فنقول: هو سبحانه سميع بسمع، بصير ببصر، ليس كسمع المخلوق، ولا كبصر المخلوق، وهكذا سائر الصفات.
ومراده بالسيد معين الدين: هو أبو المعالي محمد بن صفي الدين الحنبلي.
الخلق والأمر
وأما قول سفيان في قوله -سبحانه-: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [4]، فمراده بذلك الرد على من يقول: إن كلام الله مخلوق. يقول: إن الله -سبحانه وتعالى- عطف الأمر على [1] سورة الأعراف آية: 54. [2] ابن ماجه: الأشربة 3431. [3] هذا الكلام به مخالفة لمقتضى الإعراب مجاراة للغة العوام في خطابهم. [4] سورة الأعراف آية: 54.