نام کتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 988
الاعتقاد بأن لله ولدا من أشنع الكفر وأعظم الضلال
ƒـ[ما تأثير الاعتقاد بأن لله ولدا في صفاته تعالى؟]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: شتمني ابن آدم وما ينبغي له ذلك، وكذبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك. فأما شتمه إياي فقوله: إني اتخذت ولدًا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوًا أحد. وأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني. وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته.
وهذا الاعتقاد يقتضي إثبات مثل وند لله في ذاته وصفاته، فإن الولد من جنس الوالد ونظير له، كما أنه يستلزم وصفه تعالى بالنقص والحاجة والفقر؛ فإن الولد يتخذه المتخذ لحاجته إلى مساعدته ومعاونته له، ولذا حمد سبحانه نفسه على عدم اتخاذ الولد لما في ذلك من كمال صمديته وغناه وملكه وعبودية كل شيء له. قال تعالى: قَالُواْ اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {يونس:68} . وقد بين سبحانه استحالة هذا الاعتقاد الفاسد عقلاً، فقال في سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ {الإخلاص:1-4} .
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ما ملخصه: ولهذا امتنع عليه أن يلد وأن يولد وذلك أن الولادة والتولد وكل ما يكون من هذه الألفاظ لا يكون إلا من أصلين، وما كان من المتولد عينا قائمة بنفسها فلابد لها من مادة تخرج منها ...
فالأول: نفاه بقوله أحد فإن الأحد هو الذي لا كفؤ له ولا نظير، فيمتنع أن تكون له صاحبة؛ ولهذا قال تعالى: أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {الأنعام:101} .
والثاني: نفاه بكونه سبحانه الصمد، فهذا المتولد من أصلين يكون بجزئين ينفصلان من الأصلين كتولد الحيوان من أبيه وأمه بالمني الذي ينفصل من أبيه وأمه، وهذا ممتنع في حق الله تعالى فإنه صمد لا يخرج منه شيء.