responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 416
الطريق المنير لاستجلاب حب الله
ƒـ[أساس هذه الرسالة هو السؤال الذي صدرت لأجله الإجابة رقم: 58942.

السؤال: لم خلقنا الله؟ له معنَيَين:
الأول هو: الهدف الذي خُلقنا لفعله، الإجابة (أن نحيا ونعبد الله) ، لقول الله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون.
وهنا قلت: أن نحيا لأنه لا يعقل أن نعبد إن لم نكن أحياء، لذا علينا أولا أن نستمر في الحياة (حتى نهاية أجلنا) ونعبد خلال ذلك.

الثاني هو: السبب الذي جعل الله يخلقنا - ما الذي يريده الله من خلقنا، هذا هو الذي أريد إجابة عنه؟.

المنطق العقلي (الذي خلقه الله نفسه) يقول الآتي:
- لكل فعل فاعل
- لكل فعل هدف
- لكل فعل سبب

وهنا الفعل هو الخلق.
الفاعل هو الله.
الهدف هو أن نعبد
السبب (هذا ما أريد معرفته)

ولا أستطيع تقبل فكرة فعل ما دون سبب.

وأنتم في إجابتكم لم تجيبوا إلا على المعنى الأول. والذي لا أريد إجابة عليه لأني أعرفها مسبقا.

ثم هناك مسألة أخرى وهي:
ما معنى (ليبلوكم) و (نبتليه) ؟
إن كان المعنى أن نختبره فهذا غير معقول.
كيف يختبرنا الله؟ وهو يعلم نتيجة الاختبار مسبقا.
وهذا أيضا طبقا للمنطق العقلي البحت، والذي نعلم من خلاله:
أن أي اختبار الهدف منه معرفة النتيجة. أي أن الاختبار أساسا يقوم لكي نعرف.

والتعارض يكمن في أن الله يعرف النتائج قبل حتى أن يخلق الملائكة أو حتى الدنيا (وهنا أقصد بالدنيا كل المكان الذي توجود فيه كل المخلوقات المعروفة (الملائكة، البشر، الجن ... ) وحتى غير المعروفة) .

ثم هناك مسألة أخرى وهي أن الله وضعنا في اختبار ثم حدد لنا الأسئلة.
لكنه لم يخيرنا في هل نريد أن ندخل الاختبار أم لا؟

ما لا أتقبله هو:
يا من تقرأ هذا، أرجو منك أن تركز جيدا على هذه النقطة:

في تلك اللحظة: التي كان الله فيها وحده لا أحد غيره.
في تلك اللحظة: أراد الله أن يبدأ في خلق ما خلق.
في تلك اللحظة: لحظة الإرادة.

السؤالان هما:
1 - لم أراد أن يخلق؟

2 - في تلك اللحظة وقبلها كان يعلم كل ما سيحدث حتى يوم يكون البعض في الجنة والبعض في جهنم ويعلم حتى الثمرة التي سيقطفها فلان ولونها وووو ...
أخبروني أي سبب يعقل يدفع الله لأن يبدأ في الخلق تلك اللحظة؟

أما عن مسألة أنه لا يمكننا إثبات وجود الله إثباتا قاطعا فلا أدري كيف ترون أن إثبات وجود الله ممكن.
أولا: لا يمكنكم أن تعطوا أدلة على وجود الله من القرآن، لأن هذا غير عقلاني البتة، والسبب أنكم تريدون إثبات الله بشيء هو غير مثبت إلا إذا ثبت وجود الله.
فكيف هذا؟

ثانيا: الإيمان نفسه مبني على عدم التأكد تماما بوجود الله
يعني أن الإيمان هو أن توقن بوجود شيء دون أدلة مادية وعقلية على وجوده.
وهنا مادية وعقلية معا وإلا فوجود الشيء لن يكون ثابتا
وأما المادية: فبلمس الشيء وليس رؤيته فقط (لأن الرؤية تخدع)
وأما العقلية فهي عدم تعارض الوجود مع المنطق العقلي العام.
والمنطق العقلي هو الذي يرتكز على مبدأ الاحتمال، أي:
لا يوجد شيء ثابت تماما مهما بدا كذلك، وهذا لأن كل شيء نسبي، ومرتبط بأشياء أخرى.
الخلاصة هي أن لا شيء ثابت عند من لا يعرف كل شيء وعندما أقول كل شيء فأنا أقصد كل شيء الماضي والحاضر والمستقبل من اللابداية إلى اللانهاية.

الاختصار من كل هذا هو:
ما ذكرتموه في المقطع الثالث من الإجابة: \\\"واعلمي أن عبادة الله مع الشك في وجود الله مع تمكن ذلك من القلب لا تنفع فاعلها ولا تنجيه من عذاب الله ... \\\"
هذا هو الكارثة الكبرى لأني لا أرى سوى أني لا يمكنني أن أعبد إلا خوفا وحتى لو حاولت أن أعبد حبا في الله أو طمعا فيه فلن يكون لذلك أي أساس إلا الخوف.

لكن مع ذلك الآن ارتحت أكثر لأن الخيار أصبح في إرادتي نوعا ما:
لأن الأمر أصبح متعلقا بأن أحاول العبادة وفي قلبي فكرة أني أطلب أن يرحمني الله.

أرجوا منكم أن تجيبوا على ما ورد فوق وأن تدعوا لي بالهداية والرحمة والمغفرة.

أرجوا أن لا أكون قد أطلت عليكم، في انتظار الرد.]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي شرح الله صدرك وأضاء قلبك ورد عنك كيد شيطانك، أن كل ما ذكرت من شبهات تحسبيها أدلة هي في الحقيقة ليست أدلة، وإنما هي أوهام فاسدة، وقد سبق أن أجبنا على شبهة (لم خلقنا الله) إجابة مفصلة في الفتوى رقم: 44950، كما أجبنا على باقي الشبه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5492، 31767، 4054، 27468، 9345، 17543، 22279، 33504، 52377.
والذي نريد التأكيد عليه هنا هو دعوتك إلى التوبة والإنابة إلى الله تعالى حيث يقول: حم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ {غافر: 1-3} .
وقال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه: 88} .
وقال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ {النور: 31} .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وروى مسلم عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.
فاستسلامك لهذه الأفكار بهذه الطريقة سيرديك في جنهم ـ أعاذك الله من هذا ـ فدعي عنك هذه الأفكار وفري إلى الله وتعرفي على أسمائه الحسنى وصفاته العلى، وانظري في نعم الله علينا التي لا تحصى والتي ستقودك إلى حب الله تعالى، فإن النفوس جبلت على حب من يحسن إليها، والله تعالى هو المحسن المنعم على الإطلاق: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ {النحل: 53} .
وقال تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ {النحل: 18} .
والله نسأل أن يهديك ويردك إلى الحق مرداً جميلاً وأن ينزع من قلبك كل شك وريب ويتوب عليك.
وراجعي الفتويين: 51785، 31970.
والله أعلم.
‰19 جمادي الأولى 1426

نام کتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 416
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست