نام کتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 371
هل يدخل في الإسلام من ترك عادات أهل الكفر
ƒـ[سافرت إلى الخارج، وجاهدت على أن أحافظ علي نفسي وتمسكي بديني إلا أن الشيطان غلبني تهت في بحر المعصية مع نفس لوامة بكيت كثيرا، وتبت أكثر من مرة، مشكلتي مع النساء، وعلمت بأن علاجي هو الزواج، لا أشرب الخمر ولا أدخن ولا أسرق ولا آكل المحرمات، ولكني فعلت ما هو أكثر من هذا ألا وهو أني زنيت.. فآلمتني نفسي جدا، ولكني أعلم بحال نفسي، وأعلم أن لن يصلحني الله إلا أن أبدأ أنا بإصلاح نفسي، وحاولت الالتزام وتقدمت كثيرا، إلا في يوم تعرفت علي فتاة مسيحية لها عقل راجح، فلم يكن لها دين من قبل كمجتمعها ولكنها كانت تبحث عن دين لأنها تشعر أن الله موجود، ولكن لتقصيرنا نحن المسلمين لم تجد أمامها إلا حركات التنصير، ورأت بصيصا من الضوء فتمسكت به، وأصبح لديها معتقدات وتمسكت بدينها، وابتعدت عن المحرمات التي فعلتها من قبل فقط ابتغاء وجه الله التي ضلت الطريق إليه أيضا، ولكنها اقتربت من الله أكثر من ضلالها السابق، على كل حال تعرفنا سويا تكلمنا في الدين والفرق بينهما رأيت أنها خائفة فهي تظن باني سأبعدها عن الله التي رأته في الكنيسة أو في النصرانية، وعلمت بأن السبيل لها هو أن أريها الإسلام في شخصي، ولكن كيف وأنا العاصي الزاني سابقا. زادت علاقتنا وخطط لنا الشيطان طريقنا وأنسانا هدفنا فوقعنا فيما حذرنا، وهيأ لي الشيطان أن أتركها بعد ذلك وأن أتزوج بخير منها.. ولكنني رأيت أن هذه لعبة الشيطان معي، وهذا هو الباب الذي يدخل لي منه.. فلماذا أطلب خيرا مني أنا؟ ولماذا لا أقبل على الآخرين ما افعله أنا، فهي ندمت وبكت وقالت كثيرا إن الله لن يغفر لنا، ولكني قد عزمت أمرا بداخلي واستخرت الله بأن يبين لي الطريق فقلت لها بأن الحب شيء والأسرة والحياة شيء فلأننا نبغي التوبة لشعورنا بالندم والخوف من الله والعقاب..قالت أنا نصرانية وخائفة من الإسلام لا أعرف عنه شيئا..قلت الحق نور لا يخطئه الا من في عينيه مرض.. وعرضت عليها الزواج لأكثر من سبب أولا: أن طريقها إلي الإسلام سيصلح لي حالي، وينبغي علي أن أتبع ديني لأدلها عليه، فالدين حسن الخلق.
ثانيا: أنها جيدة، فما حدث سابقا كان عاديا بالنسبة لمجتمع لا يعلم حتى ما معنى كلمة دين (في رقابنا ورقاب أئمة المسلمين غياب الدعوة وتقصيرنا وهي بعد تنصرها اجتنبته وانتظمت.
ثالثا: طمعي في إسلامها وهو خير من حمر النعم، فلقد تذوقت مرارة الحياة وعلمت أن نعيمها زائل تزوجنا بمهر وولي وشهود وحفل عرس صغير، وعلم الناس جميعا أننا تزوجنا وبدأ التغيير ... بدأت أصلي. لا يعتريني أي مشاعر تجاه النساء، الآن اطمئن قلبي وقلبها، بدأت تسال بل وتفعل أشياء من الإسلام، ولكني أعلم أن الهداية من عند الله، وما أنا إلا مبلغ، وأطمع في أن يهديها الله هي الآن نصف مسلمة اعتدلت في زيها من بعد توجيهاتي، الآن أصبحت هي تراعي زيها بأن يكون غير عار أو شفاف..أقلعت عن لحم الخنزير باقتناع، ولكن ليس بسهولة، أصبحنا سعداء، وزال الألم من قلوبنا، واطمأن قلبي بعد ما كنت لا أستطيع النوم فهل هذا فعلا اطمئنان؟ أو أنه تزيين آخر من الشيطان؟ فأخاف أن أكون غارقا فيما لا أحسبه ولكني فعلا نية وقالبا وقلبا فعلت هذا لأني أعلم أنه السبيل الوحيد لاقتلاعي عن ما كنت أعمل ولأني أبتغي الاعتدال وأبتغي وجه الله.. لأني أعلم أن الغريب ليس له إلا الله، فليس هنا من يوجهني أو يسددني بل أنا لأكثر من سنة أعيش بمفردي في شقة. فأعلم أن الشيطان يراني فريسة سهلة، فلا يد الله معي لأني لست في جماعة. أطلت عليك سيدي فاعذرني.. فأفتني فيما حكيت إليك لعلي أجد عندكم دواء القلوب وأكسير الراحة واستقرار العقل. أرجو من سيادتكم إفتائي هل ما فعلته صحيح؟ وما علي أن أفعل لاحقا؟ وما حكم توبتي وكيف أتوب؟]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله سبحانه أن يغفر لك ما كان، وأن يوفقك للتوبة، وأن يثبت قدمك عليها.
وعليك أيها السائل أن تبحث لنفسك عن صحبة صالحة تعينك على طاعة الله إذا ذكرت، وتنصحك وتذكرك إذا غفلت، ثم عليك بالإكثار من الأعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة ونحو ذلك، فإن الله يكفر بها السيئات ويمحو بها الخطيئات قال سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114} .
ثم تنبه إلى أن من أعظم أسباب ما أصابك من البلاء والفتنة في دينك إنما كان بسبب إقامتك في بلاد الكفر، وقد جاء النهي الصريح من رسول الله عن الإقامة في هذه البلاد، فقال: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا: يا رسول الله ولم؟ قال: لا تراءا ناراهما. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وصححه الألباني. فاجتهد في العودة إلى بلاد المسلمين مهما يكن الأمر، فإن الإقامة في بلاد الكفر لا تجوز لمن خاف على نفسه الفتنة في دينه.
وأما زواجك من هذه الفتاة فهو باطل لأن صحة الزواج بالكتابية يهودية كانت أو نصرانية مشروطة بكونها عفيفة. قال تعالى: أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ {المائدة:5}
ومعنى المحصنات أي العفيفات عن الزنا، فالزواج بامرأة زانية من أهل الكتاب زواج باطل.
فالواجب عليك إن كانت هذه المرأة قد أقلعت عن هذه الفاحشة وتيقنت ذلك منها هو أن تجدد هذا الزواج مرة أخرى، بعد استبرائها بحيضة لأنه لا يحل لك البقاء معها في هذه الحال. أما قولك إنها صارت "نصف مسلمة" فليس لهذا الوصف اعتبار في الشرع، لأن الناس في حكم الشرع قسمان: مؤمن وكافر، وليس هناك من بعضه مؤمن وبعضه كافر، نعم تركها لبعض عادات أهل الكفر وفواحشهم من التبرج وأكل الخنزير شيء حسن، ولكنه لا يخرجها عن الكفر ولا يدخلها في الإسلام، طالما أنها لم تشهد شهادة الحق ولم تتبع أحكام الدين. فاجتهد في دعوتها للإسلام، فلأن يهديها الله بك خير لك مما طلعت عليه الشمس.
والله أعلم.
‰13 ربيع الأول 1430
نام کتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 371